القهوة الحزينة

.
..
...


تجلس فى ركن الحجرة المظلمة منزويا منكمشا طلبا للأمان

المفقود

تغلق انوار حجرتك

وكوب قهوة اسود

تسمع منير

واغنية ابكى



تدفن فى الصمت ألامك

فالحسرة تمزق كيانك وتشتت تركيزك

وتتوه فى خيالاتك السوداء

تتساءل


لماذا



فقد كنت دائما فى الخدمة وتحت الطلب

عندما يبكوا تكون انت المنديل

وعندما يمرضوا تكون الدواء

وعندما يطلبوا تكون دائما مجيب


وفجأة

وبدون اى مقدمات



تفقد بريقك فى عيونهم

تصير صفرا ع الشمال

وتصبح .. خيل حكومة مسن يتم اطلاق الرصاص عليه لارداؤه قتيلا



لكن الرصاصة هذه المرة رصاصة معنوية

قتلت حماستك وجعلتك منكمشا تبحث فى نفسك عن اى مخبأ او مفر تهرب اليه من ملحقات الصدمة

صدمتك فى أناس كنت تحبهم جدا وتقدرهم جدا .. جدا

رصاصة معنوية هى

صرعت فيك ضحتك ولهفتك وانطلاقاتك الباسمة

وهزت ثقتك فى الاخرين

كل الاخرين

هناك كثير من الوقت ستستغرقه

فى بناء ثقتك من جديد فى الناس

كل الناس




اسئلة ليس لها اجابات

انت لم تقترف اى ذنب قل شأنه او عظم

ولم تخطىء ولم ترتكب حتى هفوة ضدهم

لماذا يتغيرون وانت على درب الثبات تسير

لما لا يحسون وانت تحس بكل كيانك وجل انفعالاتك

ولماذا يهيمون عشقا باللامبالاة

حتى الثمالة



لماذا



اذا هو قدرك

وواجب عليك تحمله


فلتحتمل المعاناة وتحاول ان تلملم اشلاء قلبك من طرقات اليأس

وتقوم من هذه السقطة مسرعا

لكن هيهات

انه دائك المزمن

يجب ان تحزن بل تستمتع بهذا الحزن

حتى اخر قطرة وحتى اخر نفس وحتى اخر العمر ... واخر كل شىء

فى وضع الجلوس المنخفض الرأس

تبتعد فى ركن الحجرة وحيدا صامتا تجتر احزانك فى شجن

وبداخلك تدوى أهة ألم تمزق كيانك وسلامك الداخلى

فتقرر ان تواصل صمتك وعزلتك وتغوص داخل اكتئابك

وترشف ما تبقى من قدح القهوة

ولكن القهوة لا تكون حزينة وسوداء فعلا

الا عندما يتماشى لونها مع الوان الغرفة

وفعلا

الغرفة سوداء لان الانوار مطفأة

واركان القهوة الحزينة مكتملة

بصوت منير

وهو يغنى .. بهدوء



ابكى