ايه رأيك فى المدونة ؟

الجمعة، 19 فبراير 2010

من مذكراتى الشخصية




تصحو من النوم على جرس المنبه الخاص بجهازك المحمول مستمتعا بموسيقى( خليك فاكرنى) بدون غناء ..

يخبرك الجرس بأن الحادية عشرقد حانت ويحذرك بأنك قد تتأخر عن مواعيدك التى لا تنتهى فى الكلية ..

تهب من غفوتك مسرعا ( تتناسى ان بهذا ضرر فادح على القلب ) وتثب من فراشك برشاقة

تدلف الى دورة المياه وتنظر فى المرأة .. تلاحظ ان الشواطح تذهب بعيدا فى رأسك

وتحدث نفسك بأنك على وشك ملامسة العام الحادى والعشرين من عمرك ... عشرون عاما مضوا منذ خرجت تصرخ

من رحم امك وكأنك تتنبأ بمستقبلك المأساوى...وتصرخ كأنك تريد ان تتخلص من قبضة الدكتور التى تعتصر خصرك

وتقول له (دعنى ادخل الى رحم امى مجددا ... انا لا اقوى على العيش في هذه الحياة )

الغريب ان الوجوه حولك تضحك وتهنىء بعضها البعض وكلهم يضموك بعنف متجاهلين جسدك الهش الضئيل... قد

تناسوا هذا فى خضم الفرحة .. على ماذا يضحكون ولما هم فرحون ... لاتدرى .. ولن تدرى


عشرون ربيعا قد مضوا فجأة وبدون مقدمات ...

شهور قليلة وتبلغ سن الرشد

لقد كبرت .. مازلت تتذكر كلامك وحركاتك وانت طفلا فى الرابعة ...

ماذا حدث .. وكيف كبرت فجأة .. وبهذه السرعة

مر فى خيالك وميض سريع بأنه ربما بعد عدة ايام تبلغ الاربعين عندها يكون نصف شعر رأسك قد تلون بلون الماس

وأكل الصلع النصف الاخر وعندها ستذكر انك كنت يوماما شابا فتيا فى العشرين تتحسر على عشرين عاما مضوا من

طفولتك..

عشرون عاما فى ادراج الرياح

اول يوم لك فى الحضانة ...( أبلة خديجة .. واستاذ امجد ... وكلمته الشهيرة ( اللى فات مات ) تسمع صداها الى الان

فى اذنك ...

اليوم الذى شهد تتويجك برئاسة اوائل الطلبة فى الصف الخامس الابتدائى ليس ابدا ببعيد

ومازلت تتذكر ضياء نعمان وعلى الدسوقى ومحمد الحناوى وابو عيطة وعلى فرج ومراهقة الاعدادية القديمة

وذكريات الثانوية العسكرية بخفة دم ايمن درة وتلقائية محمود اليمنى مازلت تحفظ هذه الايام عن ظهر قلب وكانها منذ

ساعتين وليس منذ ست سنوات

كيف تمر الايام بهذ السرعة

مسترسلا فى تفكيرك بعدما غادرت المنزل متجها صوب الكلية واضعا الام بى ثرى فى اذنك ....

منتعشا تستمع الى منير الذى يسترسل فى رائعته ( الجيرة والعشرة ) الاغنية التى غناها فى ثمانينيات القرن الماضى

والتى يحكى فيها قصة مصرية اصيلة تحدث كل يوم فى شارع من شوارعنا و( حاودة من حواديتنا )...

يسرد قصة حب بين طفل وطفلة ... انتهت بمرور الايام .. بعدما تركوا المكان الذى شهد طفولتهم البريئة ...

ويحكى منير بصوته الشجى ان هذا الطفل قد شب الان وصار يافعا وعندما يتذكر رفيقة طفولته يقول ( زمانها كبرت

وبقت ام ) وهى ايضا كبرت وعندما تتذكر ايامه تقول ( زمانه ماشى بخطوة يضم )

صوت منير المفعم بالشجن واللهفة الى الماضى والحنين الى ذكريات الشوارع وبيوت الجيران يخبرك بأنه...

( زمانه ماشى بخطوة يضم .. زمانها كبرت وبقت ام )



بعينيان لا تريان الشارع ولا تحسان بايقاع الناس وبأذنين مستغرقتين فى سماع سيمفونية منير تسير محاذيا لكورنيش

النيل متجها صوب الكلية

وقد نسيت

او تناسيت ان تركب تاكس او ميكروباص

... ارتطام مياه النيل الناعمة بالصخور الحادة على جانبى الكورنيش يصنع صوتا فريدا يتداخل مع صوت منير

المنعش فيصنع مزيجا خلابا يضفى على روحك صفاء وشفافية تغسل همومك التى لا يشعر بها احد ولا يعرفها كائن على

وجه البسيطة ...

فأنت تعانى وتقاسى من ألامك وظروفك الخاصة التى لا تبوح بها لاقرب اصدقاءك من منطلق ان يدك وحدها هى التى

تمسحك دموعك وليست ايادى الاخرين وايضا انت لا تنسى ان كل انسان عنده مايكفيه من الهموم فلا تفكر فى اثقال

كاهل الاخرين بما لا يعنيهم ...

تنتهى اغنية منير ومازلت تسير على ضفاف النيل مستمتعا بجو يناير الرمادى (أى لا شمس _ لا مطر )

تبدا اغنية ( اواخر الشتا )....تذكرك بأحداث مؤلمة فتدير المؤشر الى التى تليها لتجد ( موعود )

ربما مات العندليب لكن(موعود ) ... ابدا لا تموت

يخبرك حليم بأن قلبك دائما موعود بالعذاب ولن يرى ابدا فرح حتى وان جاءتك من تقول انها تحبك واحببتها حقا سيبقى

قلبك دوما بالعذاب ( موعود )

تأتى كلمات الاغنية الشفافة وكأنها ملحا وقد سكبه احدهم على جروح قلبك المفتوحة... التى لا تلتئم مهما مرت الايام

والتئمت ...

تفر من عيناك دمعة قاسية سرعان ما تلاحقها باصبعك كى لا يراها احد من المارة ....

لا تدرى اين الخلاص من اوجاعك التى فرضتها ليك الظروف قسرا و التى لم تتسبب فيها بل هى التى دفعت اليك دفعا

كى تؤرق منامك وتنهك عقلك وتقضى على ماتبقى من قلبك ..

يقطع حبل افكارك صوت العندليب الهادر الذى يتوسل الى الدنيا ويرجو منها باستماتة واصرار أن ...

( امانة يا دنيا امانة تخدينا للفرحة امانة وتخلى الحزن بعيد عنا وتقولى للحب استنى )

انت تدرك جيدا ان رجاء العندليب غير ممكن لان الدنيا قد خانت الامانة ولم تأتى له شخصيا بأى فرحة وهو الذى سقط

ميتا فى احد مستشفيات لندن خارج قواعد وطنه اثر معاناة طويلة من مرض عضال لا شفاء منه ..

عشرون عاما قضيتهم فى الحياة يؤكدوا لك ظنك بأنه مستحيل ان تنقلب تعاستك الى فرح يوما من الايام ...

تنهى توسل العندليب لانك تعانى وانت تستمع الى هذه الاغنية ...

و تدير مؤشر الاغنية الى التى تليها .....

ليخبرك منير بسعادة

بأن ( امبارح كان عمرى عشرين )


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

8 - 6 - 2009




عندما رأيت لحظات وفاتى



الــيــــوم ..

السبت .. شتوى الطابع .. ممطر المزاج .. احد ايام يناير كثيرة المطر


هو اليوم الذى شهد ميلاد محمد سمير فى صيف اغسطس شديد الحرارة

وهو اليوم الذى شهد وفاة محمد فى شتاء يناير قارس البرودة

هو اليوم الذى لم يمر مرور الكرام على احباء واصدقاء هذا الشاب الذى لم يتجاوز الثانية والعشرين بعد

.......

عندما بدأت ابواق سيارات الاعلان عن الوفاة تسير فى شوارع المدينة مرددة الكلمة الاشهرفى هذه الظروف ,, توفى الى رحمة الله فقيد الشباب

كانت الجملة المأثورة بين معارفه بعد لحظات من وفاته هى



( محمد هجام مات )

( بتقول ايه ,, مات ,, بتهرج ؟؟ )

( لا مات ,, امبارح بالليل فى حادثة عربية ,, الجنازة بكرة العصر فى جامع عمرو بن العاص , قول للناس , البقاء لله )


الجملة السابقة تكررت عشرات المرات ونقلتها سماعات التليفونات المحمولة والارضية .. تكررت مختلطة ببكاء .. مختنقة فى الحلوق من

أثار الدموع .. وبرغم انها جملة مقتضبة وقصيرة الا انه تخللها ثوان من الصمت .. حتى يتمالك المتحدث نفسه ويتوقف عن البكاء كى يستطيع

التحدث الى الطرف الاخر

........


حادث سير او - حادثة عربية -

وهو يعبر الطريق مستغرقا فى تأملاته الخاصة التى يغرق فيها عادة عندما يسير وحده ليلا وبينما تتردد فى اذنه اغنية اواخر الشتا ..

مقطع

على سهوة ليه الدنيا بعد ما عشمتنا وعيشتنا شوية.. رجعت موتتنا .. والدنيا من يوميها يا قلبى عودتنا .. لما بتدى حاجات اوام ..

تاخد حاجات ..

وبينما يتذكر ذكرى قديمة مؤلمة من ذكرياته القديمة التى لا تنتهى ..

شىء فى صدره يؤلمه .. يوقن انه ليس ألم البرد لانه يرتدى ملابس ثقيلة بعد الحاح امه عليه ..

شىء فى قلبه يتوسل اليه ان يعود ادراجه الى المنزل ..

لكنه لا يصغى الى هذا الشىء ابدا ويستمتع باجترار الذكريات بينما تدوى فى روحه اغنية , اواخر الشتا , الخالدة

و قد فتحت السماء جميع ابوابها على مصاريعها للماء الذى يتدفق على راسه بغزارة ..

الجو الذى طالما عشقه وعشق السير فى شوارعه

يستمتع بالعادة الذميمة التى ادمنها منذ صغره .. عادة السير تحت المطر او الجرى ان امكن

وبينما الشوارع الرئيسة قد خلت تماما من البشر

كان سائق السيارة يسير بسرعة هائلة ولا يتوقع ان يعبر اى مخلوق الشاعر فى هذا الطقس المستحيل .. فى هذه الساعة المتأخرة جدا من الليل

لكنه القدر الذى جعل فرامل السيارة لا تطيع سائقها بسبب الارض الزلقة بفعل دفقات المطر

هو ايضا القدر الذى اطاح بمحمد على الارض كى يلفظ انفاسه الاخيرة

وحينها ,,

لم يشعر محمد بأى الم من اى نوع ولم يرى الناس التى كانت نائمة تهب من مكامنها كى تنقذ الشاب العشرينى الغارق فى دمائه

فى لحظاته الحاسمة الاخيرة والتى تشبه الوقت بدل الضائع فى المباريات حين تلفظ انفاسها الاخيرة

رأى كل حياته .. منذ بدأ كيانه الاحساس بالاشياء وحتى سكرات الموت

اهم الاحداث فى حياته ظهرت على شاشة خياله فى تتابع مدهش

وكأنه اعلان فى التليفزيون لفيلم جديد سيطرح فى دور العرض قريبا

رأى جدته التى سألها يوما عن عمره فقالت اربعة .. رأى رضا الشاذلى صديق الطفولة ضخم الجثة الذى طالما لعب معه فى سنوات ابتدائى

الباسمة .. سنوات جميلة هى .. كلما تذكرها سرعان ماترتسم ابتسامة شجن على ركن شفتيه

ابلة سناء وهى ترسم نجمة بقلمها الاحمر على خده كناية عن تفوقه فى الصف الرابع الابتدائى

رأى رئاسته لفريق اوائل الطلبة فى الصف الخامس الابتدائى

ومحاولاته الكوميدية كى يصبح رجل فى الاعدادية القديمة

وسنوات المراهقة المرهقة والمزعجة فى الثانوية العسكرية , المتزامنة , مع دوامة الثانوية العامة

رأى قصص الاعجاب المكسورة .. رأى تعنت والده .. رأى طيبة أمه ..

رأى كل شخص قابله فى سنوات معينة من عمره .. ثم افتقده فى بقية السنوات

كم تألم لرحيل الاشخاص فجأة بدون وداع

رأى ضحكاته العالية فى الكلية

رأى دموعه التى كانت دوما قريبة من عينيه والتى لم يذرفها امام احدا .. ابدا

.......


لم تكن جروحه المفتوحة من اثر الاصطدام بالسيارة هى التى تؤلمه

كل ما اوجعه هو احلامه التى لم ترى النهايات السعيدة أبدا

قلبه .. الذى عاش وحيدا بائسا طيلة عشرون عام وبضع

قلبه .. الذى لم يرى فرح والذى رجع كل مشوار بجرح

شخص أمضى سنوات عمره القليلة فى محاولة استيعاب الحياة .. فلم يفهمها ولم تفهمه ..

كم محاولة منه لفهم نفسه من جهة وفهم الحياة من جهة اخرى قد باءت بالفشل .. والفشل الذريع

سرقه الوقت حتى صارت حياته كلها على المحك , فها هو الان , شبه جثة ترقد على الاسفلت البارد

لا يبالى بالناس التى تزداد وابواق سيارة الاسعاف القادمة من بعيد .. ولم يرى صدمة ابناء شارعه فى عيونهم وهم يحاولون اسعافه باى شىء

لم يحس بشىء من هذا .. لم يحس الا بمرارة ان تغتالك الحياة وأنت صغير بسكين صدىء , مرارة لم يحسها ابدا , برغم ان المرارة كانت

صديقته فى اغلب اوقات حياته .. لكنها مرارة الموت.. مرارة يتذوقها الانسان مرة واحدة فقط

كم قال لهم انه سيموت فى ريعان شبابه .. لان قلبه المرهف لن يحتمل صلابة الحياة القاسية لفترة طويلة


كل نفس يخرج منه .. يدخل بصعوبة اشد من النفس الذى سبقه ..

كان خائفا من لقاء ربه .. خائفا جدا ..

برغم انه لم يرتكب الفظائع التى ارتكبها اقرانه ولم يتذكر انه ظلم احدا او حاول ان يؤذى احد

كان احساس يمشى على قدمين , انسان نقى , اضعف من جرح ألد اعداؤه

لكنه برغم كل هذا كان خائفا من اللحظات التالية

خائفا من ذنوبه الصغيرة الكثيرة



ادرك فى هذه اللحظة .. ان كل من قال ان الموت لحظة كان صادقا .. وصادقا جدا

فمن لحظات قليلة كان فى بيته يحاول ان يغلق الكمبيوتر كى يذاكر بجدية لان امتحانه على الابواب

ولأن لحظة وفاته قد جاءت .. فقد نزل يبتاع قهوة كى تعينه على السهر والمذاكرة

لم ينصت الى نداءات امه المتوسلة بعبث النزول فى هذه السيول

لم يعيرها اى انتباه برغم اصرارها الغريب على عدم نزوله

كانت تحس بقلب الام ان هناك شىء ما غير مريح - قلبها كان مقبوض -

ولكن لأن ساعة وفاته قد حانت فقد استهتر بنداءات امه المتوسلة ونزل الى الشارع - بالترينج - الابيض

فلم تمض سوى لحظات قليلة حتى تحول لون - الترينج الابيض - الى الاحمر الدموى

..

يصارع الموت وتتشبث روحه الشابة بالحياة .. لكن هيهات

كان كغزال وليد يصارع اسد محنك

ولم تدم المعركة طويلا


..



كأنه اعلان فى التليفزيون لفيلم جديد سيطرح فى دور العرض قريبا

رأى اهم احداث حياته

وبعدما انتهى الاعلان من العرض فى شاشة خياله ..

نطق الشهادتين .. و ..

هق ..

صعدت روحه الى بارئها ..




,,


كان يوم جنازته يوما مهيبا بحق

ولم يحتمل اكبر شوارع دمياط كم الاعداد التى توافدت على هذه الجنازة

من بورسعيد , مسقط رأسه , حيث اقارب امه

من بورسعيد , التى طالما اعتبرها بلده الحقيقى , أتى جموع غفيرة غير مصدقين الخبر

أتوا ومازالت الحسرة على وجوههم .. وذهول ما بعد الصدمة يحلق فوق رؤوسهم

وتقدم الجنازة كل اصدقاؤه ..

انخرط اغلبهم فى بكاء يدمى القلوب والقلة الباقية خارت قواها لدرجة انها لم تقوى على البكاء واخرون يستندون الى الناس لان سيقانهم فقدت

القدرة على المشى

كان اصدقاؤه كثيرون بحق .. لان الفقيد كان اجتماعى بطبعه .. وكان محبوبا جدا .. ومات دون ان يدرى ان هناك كثيرون جدا يحبوه كل هذا

الحب ..

كانت الجنازة مسيرة فى حب الفقيد

لم يتخلف عنها احدا ممن ابلغوا بها .. ولم يختلق شخص اى اعذار


هناك من اصدقاؤه من يقسم انه تبادل معه المزاح قبل الوفاة بساعة واخر يبكى ويقول انهم اتفقوا على صلاة الفجر على ان يراجعوا ما ذاكروا بعد

الصلاة ,, واخر كلمة قالتها أمه قبل ان تدركها غيبوبة مؤقتة .. قلتله مينزلش .. كنت حاسة .. قلتله مينزلش .. قلتله مينزلش

وفى الاسبوع التالى لوفاته ..

ذهبت زميلاته المقربات الى الكلية بالاسود حدادا على روحه والبعض الاخر لم يأتى الى الكلية برغم اهمية هذه الفترة التى تسبق الامتحانات بأسبوع

وهناك من بكت بحرقة لانه سألها قبل وفاته عندما لاحظ ملابسها الانيقة , هل سترتدى الاسود عندما اموت , فأجابت ..

سأرتديه شــهــــر

بكت بحرقة حتى بكى الناس من جديد

وأخريات قد صمموا صورة كبيرة للفقيد وهو يبتسم ابتسامته الحزينة وعليها شريط عريض اسود وتحتها جزء من قصيدة الى روح الفقيد التى كتبها

يوما ما لرثاء احدهم .. وقد وضعوا الصورة فى منتصف الكلية وقد حصلوا على كل الموافقات اللازمة من المسئولين فى اقل من ربع ساعة ..

وهو الذى اضاع اغلب اوقاته فى الكلية طوال اربع سنوات فى الحصول على الموافقات اللازمة لعمل انشطة أسرته ..

كانت موافقات تعليق صورة وفاته اسهل من كل الموافقات الصعبة التى حصل عليها فى حياته

.................

فى الكلية

الصدمة تحتل جميع المشاهد فى خيال كل من يعرفه .. معرفة قوية ,, او حتى سطحية

الوجوم وبقايا الدموع باقية فى عيون اصدقاؤه والكلمات والضحكات مقتضبة فى افواه من لا يعرفوه اسما ويعرفوه شكلا فقط

لم يتذكر احدهم او احداهن اى شىء يذم الفقيد برغم انه لم يكن ملاك بل كان انسان يخطىء قبل ان يصيب

لكن الجميع , من اختلف معه ومن اتفق , تذكر له كل خير واتفق على طيبة قلبه ونقاء سريرته

واصبح المتأمل فى احوال اصدقائه المقربين يرى بوضوح صبغة التدين التى صبغت كل افعالهم واقوالهم

لانهم قد اقتنعوا فجأة بأن الموت لا يفرق بين صغير او كبير ولا يميز بين مبصر او ضرير

فكم اتى الموت على قلوب يافعة تعشق الحياة ولم يرى بعيونه شيوخا واهنين سئموا العيش فيها

وضع الجميع نفسه مكان الفقيد و ارتعبوا لفكرة موتهم فجأة وهم فى ريعان شبابهم

اقترب اكثرهم الى الله حتى يكونوا على اتم استعداد عندما تحين سقرات الموت

فوفاة محمد كانت درسا قاسيا جدا تعلموا منه ان الموت فعلا

لحظة ..

مجرد لحظة ..


الاثنين، 15 فبراير 2010

تـــــــــخــــــاريــــــــف وحبة حاجات





السبت



مش عارف اتكلم

ولا اضحك

ولا أتألم

لما بحكى

ع اللى حصل الجمعة

بتنزل دمعة

بتبكى

بتتكلم

النهاردة اول الاسبوع

يعنى ممنوع

الاقى حد

متبسم

----------



الحد






انا ماشى فى الشارع

ومش شايف حد

أكنش ماشى فى نفسى

كنت لقيت نبض وروح

وقلب بجد

يمكن ماشى فى حد تانى

برضه كان زمانه جانى

أكنش ماشى فى مكانى

هو أنا ليه لوحدى

ببكى

ومش لاقى حد

أكونش ماشى

فى حارة سد


----------



الاتنين




كل سنة وانت طيب

النهاردة عيد الحب

مش هتجيب قلب

لجمالات

هتجبلها كلب

وابويا السقا مات

بتتريقوا يا أوغاد

ده انا كنت حبيب حنين

وطيب

وقلبى كان برج بنات

بس كله بعد

بعد ما كان قريب

خلاص بقى

كل سنة وانت بتقابل

بمعاد

مش قلت هتجيب كلب



لجمالات ؟


--------------

التلات




انا بعمل حاجات غريبة

وكوميدية

بدى الصفارة للولية

عشان تصوت

وبضرب وداد

الاقيها بتزغرط

تصوروا

وانا بلعب كورة

كسرت رجل اياد

لقيت ايدى بتتخيط


بسمع اغنية لفؤاد

بيقول فيها

كنا فى اواخر الشتا

هو انا مركز اوى كده

لدرجة انى اادتها معاد

الخميس

وجاى اقابلها

التلات

طب هعمل ايه فى الوقت ده

خلاص هسمع فؤاد

فى اواخر الشتا

وبعدين اغنى مع حليم

ساعات ساعات

مش بقولكوا

النهاردة

التلات

---------




الاربع





انت حد جميل

بتنام بالنهار

وتصحى بالليل

طب هتذاكر امتى

ده بكرة الخميس

يوم ضيق وكبيس

زى بناطيل البنات

اللى هتخرج بكرة

بالهدوم الجديدة

تعرف ان حبيبتى الوحيدة

سبتها يوم الاربع

وطالما فشلك مربع

قوم ننزل الميدان

وبلاش نعدى من نفس المكان

عشان لما بشوفها

بحس ان جوايا

بيتقطع

ايه ده .. انت لسه نايم ؟؟

--------------


الخميس





وأهى دنيا بتلعب بينا

انتوا عارفين ان ايمانى ضعيف

نفسى أكل كل الرغيف

ومقسموش علينا

شايفين

اننا معتش بنشوف

غير ضعف وجبن وذل

وخوف

دى حتى الفرحة

بتبكينا

بطلوا بقى

النهاردة الخميس

يوم ضيق وكبيس

زى بناطيل البنات

يعنى فرفشوا بقى

واضحكوا ياولاد

بكرة الضحك هيغلى

هيضيفوا عليه

ضريبة مبيعات

وأهى دنيا بتلعب بينا

بــلــنــتــيــات

متنساش يا بلديات

ان ايمانى ضعيف

وان القصيدة اسمها تخاريف

وحبة حاجات



----------

تمت




الثلاثاء، 9 فبراير 2010

فـــــى عـــشــريــن ســـنـــة

الحاجات

اللى سبتها فى يوم

تموت

عمرها ما هترجع

تعيش

ولا هتقدر تانى

تنام مرتاح

او مبسوط

لأن القلوب اللى جرحتها

ببرود

بسلبية

بجحود

عمرها ما هتنسى الألم

ولا دور الضحية

هتفتكرك بالشر

فى الكلام

و السكوت

------

فلازم وانت بتبكى

تنسى انك مظلوم

لانك كنت ظالم

كل يوم

واللى ظلمك دلوقتى

هيتظلم بعدين

انت نسيت

ان كله سلف ودين

انك السبب

فى الخير والشر

فى الحلو والمر

وطالما ربنا خلقك حر

اياك ترضى بذل

او تعيش مهموم

-------



ياغلبان

انت مجرد انسان

من طين وتراب

قلقان .. تعبان

محتاج لأمان

مفقود

موجود

فى قلبك


بس مقفول

بمفتاح منسى

فى قلبها

من زمان


من ايام اللى كانوا

واللى كان

------

مش عارف للحب طريق

والعنوان مش موجود

انت ساكن فى قلب كتير

بس لما تفكر بضمير

تلاقيك ساكن فى

الموت


تفكيرك محدود

صوتك مكبوت

فى الأة بتلاقى نفسك

ونفسك ملهاش وجود

-------


انت ايه ؟

انت سؤال هزلى

وجوابه منسى

مجرد عضم مكسى

بشوية جلود


---------

الشمس بتشرق فى الكون

وتغرب عن عينك

يامجنون

مفيش حاجة بينى وبينك

واللى فى قلبى ليك

ازيك وفينك

وحبة شجون

-----------



عشرين سنة

بتشوف الوهم فى الحقيقة

وبتدور ع الحقيقة فى السراب

عشرين سنة

والروح البريئة

بيزيد فيها الخراب

عشرين سنة

والفرحة مش ليك

وكلمة انا

بتموت فيك

عشرين سنة وأكتر

والحلم بيصغر

والجرح بيكبر

ويكبر

لحد ما بقى أنا

فى عشرين سنة

الأحد، 7 فبراير 2010

مات قبل ان يولد

لو قاسوا حياتى بأوقات الحزن

لكنت أطول الناس فى العمر

فكم اكلت من اوانى الخداع

وكم شربت من كئوس المر

كم حلمت بتحقيق الحلم

كم انتظرت اليوم المنتظر

هيهات لا احلام ولا ايام

لا يوجد سوى الخيانة ابد الدهر

لسوف اعيش مهموما حزينا

لسوف اموت يوما من القهر

وسأسمع دوما اغانى الحزن والعذاب

وسأغنى لحبيبى الذى رحل

كم عملت على تخفيف الأمهم

فمن بألامى انا شعر

ياليل قد طال السواد دهرا

الن يشق ظلامك ضوء القمر

قد تمزق قلبى من الجروح

قد تقطع جفنى من السهر

فلو قاسوا حياتى بأوقات السعادة

لكتبوا

مات قبل ان يولد على القبر

لم يسمع بالنبأ الرهيب


انه حقا لعالم غريب

الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها

ضحكة القلب تجد دائما مايمنعها

والذى مازال يضحك

لم يسمع بالنبأ الرهيب

-----------------

انه حقا لعالم عجيب

يجرى دائما بأغرب الاحداث

والاوغاد

يصنعون الظلم ويسموه انجاز

الحق يباع بأبخس الاثمان

فى اسواق النحاس

والذى مازال يضحك

لم يسمع بالنبأ الرهيب

نبأ اختفاء الناس

-----------------

حقا انه عالم فاسد

انتشر الغش فى كل المجالس

وقتل الصمت فى حادث عاصف

الحق يمزقوه بين الطرقات

والباطل اصبح متفرد وسائد

والذى مازال يتفاءل

لم يسمع بالنبأ الغريب

نبأ براءة المجرم الفاسد

---------------

تأكدت اليوم

انه عالم الخطر

يقولون انه قد انقطع المطر

والارض تأن

من اهات البشر

الكاذب ناجح والفاسد صالح

حتى الخائن

اصبح فى عيونهم بطل

وقلبى ذبحوه والدم قد انتشر

ولوث ثوب العدل الذى كان ابيض

كالزهر

والذى مازال يبتسم

لم يسمع بالنبأ الرهيب

نبأ انتقام القدر

--------------

لك ان تتأكد

بأنه عالم لا يصلح ابدا

لهواة المزاح

الكلاب تأكل لحومنا

بدون اى نباح

واجسادنا تتمزق

ولا نصدر صياح

وكأنا ننتظر الموت

فى لهفة وارتياح

لن يضيرنا ان تزيد الكلاب جرحا

فوق الاف الجراح

والذى ينقذنا من انيابهم

لسوء الحظ... اشهر سفاح

والذى يعتقد فى نجاتنا

لن يرانا غدا فى الصباح

فــــدمــــنا فى الطرقات

قد سال وانتشر وفاح

فيا صغيرى

لا تبكى الاشلاء الممزقة

ان هذا لأثر صغير

من اثار الاجتياح

--------------

مسافر بلا عنوان


امشى هائما على وجهى

وتتدفق على رأسى دفقات المطر

تنجرف عليها الأحزان وتهطل

وتخلو الشوارع من البشر

وحدى اسير فى الشارع الخالى

وعبثا أحاول الاختباء من القدر

امشى هائما على وجهى

دموع تنهمر على وجنتى

ولا ارى الشارع ولا اخاف الخطر

بئس عينا لا ترى سوى الخوف

بئس عقلا مات من الضجر

احس بالبرد يقطع اوصالى

حتى تمكن من قلبى

الذى تجمد واحتضر

ويدور شريط ذكرياتى

امـــــــــام عينــــــــــاى

هذا صديقى الذى اختفى

ولم تنشر عنه الحياة اى خبر

اترى مل مرافقتى؟

ام ذهب مع من اندثر

هاهى

من ركن المعطف اخرجتها

قطعة حلوى تعفنت منذ سنون عشر

اهدتها لى فى نفس هذا اليوم

من اوائل الشتاء

فى ذات الطريق مشينا

وضحكت ضحكتها الماجنة فى نفس هذا الممر

نعم نعم

كل كلمة اسمعها

كل بسمة اتذكر

كنت احدثها بأنى اكره الشتاء

وكانت تجيب بأن الدفء يغمرها

وتحس بحرارة الحب الذى انتشر

كانت تضحك وتثرثر كثيرا

لكن القدر قال كلمات كثر

كم اكلت من اوانى الغدر

كم شربت من كئوس المر

نعم نعم

كأنى اسمع ضحكتها فى الأرجاء

يالسخرية الحياة ويا لتعاستى

تقول انها تود ركوب القطار

ها هو قطار احلامى قد اندثر

وتصر على ركوب القطار

بعيونى العاشقة يومها ... ابتسمت

واحتويتها وقلت ان الجنون خطر

مالهذا الشارع لا يريد ان ينتهى

ولا تريد مياة السحب ان تنقطع

وأناس يمضون تحت هطول السيول

يعرفون اين يتجهون

وأن لهم حتما مقر

وانا امشى على غير اهتداء

شريدا وحيدا بقلب منشطر

تتردد فى أذنى أغنية الأنين

موعود بالعذاب ياقلبى الحزين

مات العندليب الشاهد على حبنا

مات العندليب القابع على فرع الشجر

وانتهت اغنية الحزن العتيدة

وأبدا لاينتهى المطر

وأبدا لا ينتهى الخطر

تـــقاســـيــــم

اللقاء

انتهى بجفاء

قبله كنا أوفى أحباء

بعده اكتفينا بأن نبقى

مجرد اصدقاء

وكانت حبيبتى لقاء

تنظر الى السماء

وتقول ان حياتها بدونى شقاء

كل هذا كذب وافتراء

وقد رأيت هذا بأم عينى

عندما انتهى بجفاء

اخر لقاء

--------------------------

انسان


اعيش فى كل الم

ولكل جرح صرت عنوان

فى اى مأساة هنالك مكان

وجهى لا اراه فى الصور

واسمى تلاشى

من صفحات الزمان

--------------------------

الذكريات




موسيقى تهدر فى قلبى

الحان تعزف فى وترى

وهذا هو قدرى .....

كم انت قصير يا عمرى

لا تنسوا الورد على قبرى

وقد صرعوا أملى

وكأنه من المنكرات

وبعدما رحلت

اكتبوا اسمى

فى عداد الوفيات

-----------------------

الكلام




ودعتنى بدون كلام

ارى اثار اقدامها فى الامام

تصلبت فى الارض كحطام

وكأنما غرست بقلبى سهام

لا انا متيقظ ولا حتى أنام

وقد صرت عبرة

لجميع الأنام

من يريد ان يحب

ينتظر ليرى

كيف تدمع عينى

بدون الام

----------------------

الأيام



على ضفاف الايام

تقتل الدنيا ضحكاتنا

وتنتهى بنا الطرقات

ولا يتبقى الا ضرباتنا

فى حائط الصدمات

قد ماتت فينا الاحزان

من كثرة الأهات

وحياتنا سطرت بالدماء

كتابا من الازمات

اخذته لدفنه فى التراب

واعتبرت انه سافر

او تركنا ومات


---------------------


الحياة




على مسرح الحياة

ترى كثيرا من التمثيل والمحاكاه

وتفتح فمك الى منتهاه

بسبب الضحك احيانا

وغالبا بسبب المعاناه

لكنك لاتصل للحقيقة ابدا

الا عند الوفاة .....

أبيع نفسى


الساعة مبقتش تيجى

ولا حتى بتروح

ياترى الزمن وقف

ولا عقلى اللى بيروح

ياترى هكمل غنا

ولا صوتى بقى مبحوح

ولسه فيه منا

ولا قتلته الجروح

طب لسه بحب سما

ولا الكره ملا الروح

ياترى بحبك يا مصر

ولا بحلم بالسفر والنزوح

كل يوم بسأل اسئلة

ومحدش بيرد عليا

ولا لاقى اى وضوح

حبيبتى لو زعلانة

انا كلى مدبوح

حبيبتى لو تعبانة

انا كلى مرض وشروخ

هبطل اقولك حبيبتى

وشايفة القمر ياشروق

مش هقولك كلام اغانى

ولا كلام حارات وسوق

هقولك انى بعانى

وروحى مليانة شقوق

وعشان الحب اللى كان

والعشرة والحنان

هعملك اوكازيون

متستغربيش اوى كده

منا بعمل اعلان لنفسى

كل حاجة فيا للبيع

اول حاجة حلمى

افتحوا المزاد بيه

تانى حاجة عقلى

ده بتعريفة يابيه

تالت حاجة قلبى

اللى بقى اوبن بوفيه

رابع حاجة علمى

اللى كنت براهن عليه

بس للاسف ف بلدنا

العلم ارخص من الجنيه

بشوية ملاليم وقروش

هبيع كل حاجة فيا

الكلام والسكوت

العظام والجلود

بيعوا جسمى وانا عايش

بيعوا كفنى لما اموت

هبيع ذكرياتى وانا طالب

وشنطتى اللى شلتها ف السروح

هبيع صديقى واى صاحب

خانى فى وقت المجون

هبيع حياتى وواجب

اقول ان حياتنا بقت جنون

هبيع القلم اللى بكتب بيه القصيدة

ودى اخر قصيدة هتكون

ابقى بيعها لاى جورنال

او حتى لمجلة الفنون

مش عايزنى ابيع نفسى

طب ازاى؟

ده عم خليل مات

ومبقاش يسقى الورد

اللى ريحته بطلت تفوح


وعايزنى كمان اتفاءل

باللى جاى ؟

والحب لما فات

لقانا بنوسع لبعض الجروح

مبقناش نحس بعض

مش عارف دى اجسامنا

ولا زيها زى اى لوح

انا خلاص قررت ابيع نفسى

بحلمى وحبى بكرهى ويأسى

بفرحى بحزنى بضعفى وبأسى

ولو لقيت حاجة متبعتش

ابقى حطها فى السطوح

ألــــوان

أزرق

هو لون البحر الذى ننظر الى منتهاه

ولون عيونها عندما قالت ذات يوما ( أحبك )

لون الكتاب الذى اعطتنى اياه

عندما سقط تحت قدميها .. سقط قلبى وتاه

وغنينا معا احلى اغانى الحياة




اصفر



هو لون الرمال التى استلقى عليها افكر

واردد هل مازالت تحبنى .. وتنكر

هو لون ضحكتها الساخرة عندما تمكر

وتقول بدون اى حياء

أنا احبك !!! لم أعد اذكر




اسود

لم تتغير

لون المنضدة التى جلسنا عليها فى نفس المكان

أبدا لم يختلف المظهر

لون الأفكار التى قتلت بداخلى الأمان

والقمر الذى أبى ان يظهر

هو لون القهوة التى اعيش عليها

لون الليالى الأليمة ... لون الشوارع الطويلة

وكرامتى الذليلة التى أبت ... أن تثأر




بنى

هو لون الرف الذى اعادت اليه الكتاب

بعدما هوى تحت قدميها . هوى قلبى الشاب

لون هديتى لها فى عيد الحب

هو لون الاكتئاب

لون الحريق الذى شب

فى صدرى بعدما رحلت

بدون حتى ... كلمة عتاب

هو لون غلاف قصتى التى كتبتها

بعنوان ... سنوات العذاب






اخضر

لون الشجرة التى مكثنا تحتها حتى تثمر

لون الحلم الذى تبخر

هو لون الذكريات

لون الحب الذى تبعثر

ولون هديتها فى عيد الميلاد

كثيرة هى المرات

التى رأيت فيها طيبتى

وهى تتلقى الضربات

فتتعثر

وتسقط ... لتخسر







احمر

لون الفستان الذى ترتديه فى المساء

عندما قالت ذات يوم ( احبك )

لون وجنتيها وهى تنظر الى بخجل

وأنا انظر لها فى نفس الاتجاه

لتشيح بوجهها بعيدا

يكاد ان يقتلها الحياء

لون اشارات المرور المعلقة فى السماء

بينما أتذكر هذا الماضى واسير بلا انتباه

كان هو لون السيارة القادمة بسرعة هوجاء

ولون السائل المسمى بالدماء

لون ثياب القادم من هناك

لينقذنى ويضع فى فمى الهواء

هو اللون الذى لطخ يدى رجلا

يتحدث الى الناس بارتباك

هو لون عيون امى

عندما رأت جسد ابنها اليافع

وقد تمزق الى اشلاء

وبعدها لم اعد.... اذكر

لم اعد اذكر

لا تــــنــــحـــنـــى

لا

لا تنحنى

فالضحكات ان غابت تعود

والليل وان طال يموت

ولو صلبوك خلف جدران

وبالحديد والاصفاد قيدوك

الشمس ستأتى لا محالة

لتبشر بنصرنا المنشود

فوق رأس العدو الأجنبى

_____________________

لا تنحنى

المؤذن يؤذن هيا نصلى

ونفرد القامات ونردد الله اكبر

ننحنى لله ونركع

ونسجد فى خشوع ونشكر

نحن ابدا لا ننحنى

بكتاب الله العزيز نحتمى
______________________

كيف تنحنى

والجبال أمامك شامخة

كيف والسماء فوقك ثابتة ؟

كيف والاشجار تموت واقفة

كيف فى احضان خصومك ترتمى

لا تنحنى

فالأرض تحتك واسعة والفضاء

مترامى والنجوم تنير السماء

والشمس تشرق يليها نسيم المساء

اترى هذا...وتيأس وتجزع وتشتكى؟

_____________________

هل تنحنى

ويفرح اعداؤك ويضحكون

ويجرى القوم نحوك بعيوك باكية

وهم فى واقع الأمر يتشفون

هل بالشماتة والشفقة تسعد وتحتفى

____________________


لا تنحنى ولو اثقلت كاهلك الشجون

ولو خانك الرفاق او طعنتك السنون

لا تنحنى ابدا

فكيف تنظر فى عينى امرأة

او تداعب طفلا صغيرا

او تعاقب فاسد ملعون

وكيف تجرؤعلى لوم شاب

أو محادثة شيخا كبيرا

او تجد لمسة حانية من أم حنون

كيف يوما تعيد حقا ضائعا

او تواصل الفتاة حبها لك

او تقتسم مع الرجال نفس الشئون

يامن كنت رجلا فى عيونهم

قد رأوك تنحنى

فغير ظهرك لا تلـــــوم

...

مش باقى منى


مش باقى منى

الا نكتة قديمة

بقولها لنفسى كل يوم

النهاردة هيبقى احلى

وهتموت الهموم

وفى اخر اليوم الاقى

انها مجرد امانى

يرجع قلبى لجرحه

ويدبل حلمى المهزوم




مش باقى منى

الا تفاريح متبعترة

وف قلب الريح

ده اللى جرى

لقلبى الجريح

اللى دخل الانعاش

بيقولوا انه حتى

لو عاش

هتبقى حالته صعبة أوى

ومتأخرة



مش باقى منى

الا أمانى متحيرة

متأثرة بالاغانى

القصيرة

وتانى تانى تانى

لعبد الحليم

مش باقى غير ماضينا

الاليم

وصرختنا المكتومة

لما ماتت ريم

ودنيتنا المكلومة

اللى جابتنا لوره




مش باقى الا

خطاوينا الحزينة

على طريقنا الحزين

وعيونا الغريقة

فى ليالى الحنين

حتى الضحكة الصافية

تاهت وسط الانين

مش عارف ليه

بنبتسم ثانية

ونبكى سنين




مش باقى منى

غير افكارى الطفولية

ده انا لسه فاكر

روحى اللى زهقت

من ترديد التحية

فى عز الصهد
وضحكة طويلة

لما وقعنا ع الارض

وعيون بريئة

بتبص لبعض
وفاكر شوية ضرب

من ابلة فوقية




مش باقى منى

الا دقن مش حالقها

من فترة

وعين من الدموع بتتعالج

بقطرة

وأغنية اشكى لمين

لأنغام

واهرب لفين

بقلبى اللى مش بينام

وعمرى اللى انسرق

فى زحمة الأيام




مش باقى منا

الا فرحتنا العجوزة

وشوشنا شابة

بس قلوبنا شابت

وعقولنا بتسأل

على احلامنا الحايرة

وياترى لسه عايشة

ولا ماتت

والجروح بتتقل

على خطاوينا المفروسة

اللى دابت

واللى كانت فى يوم

فايرة

ولا اجمل عروسة




احنا ناس عجوزة

لسه فى العشرين

كنا بنجرى

بس وقفنا دايخين

قدام صورة ماتت

من سنين

صورة فيها

بنت على حجرى

وحوالينا ناس معزومة

لسه عايش منهم

احمد و صبرى

ونوسا

ده احنا كنا بنجرى

فرحانين

ولا كان حد يسأل

الحزن طريقه منين

أه منك يا سنين

أنا نظرى راح بدرى

لان الصورة طلعت

معكوسة

فى العشة المقابلة لعشتنا ...


فى العشة المقابلة لعشتنا تجلس على كرسى الانتريه الوثير الذى لاتبدل ابدا جلستها عليه

بعيون لا ترى كانت تنظر فى اتجاه البحر وتقول شىء ما غير مهم لمديرة منزلها ( بلاش نقول الشغالة ) على سبيل تزجية وقت الفراغ

.. فى الواقع هى تعيش 24 ساعة من الفراغ فهى المرأة المسنة العجوز التى كسرت السبعين ربيعا تاركة اربعة ابناء وبنتان

تزوجوا جميعا وانجبوا البنين والبنات وقد اشتروا لها هذه العشة فى رأس البر كى تنعم بالهواء الطلق ووفروا لها مديرة المنزل (ايوة

بلاش الشغالة ) كى تقضى لها احتياجاتها وهم بالطبع يشعرون بتأنيب ضمير خفى لانهم اختارورا الاختيار الاكثر وقاحة ودناءة و

أراحوا نفسهم من توبيخ زوجاتهم فبدلا من استضافة العجوز فى بيت احدهم قاموا بشراء العشة لها للاستراحة من هذا العناء ( وجع

الدماغ ) المتعلق بأمهم

بالتأكيد كانت تجلس امامى فى الناحية الاخرى وانا اضع فى قائمة التشغيل للام بى ثرى اغنية محمد العزبى الخالدة ( عيون بهية )..

بالتأكيد نظرت لى بعينيها الذابلتين وعلى ثغرها ابتسامة شجن دافئة من طراز ( ايوة كده )

اغنية (عيون بهية) ... كانت شهرتها بالطبع مثل شهرة ( الليلادى ) هذه الايام

ابتسمت وهى تتعايش بانسجام مع صوت العزبى القوى متذكرة بعض مشاهد الشباب الباسم مع الحاج ( الله يرحمه ) ربما كان الحاج

يحب سماع هذه الاغنية وهو ينظر اليها فى حنان واعجاب فهى بالطبع كانت جميلة يوما ما

كانت تتمنى ان تكون ( ساعتها قبل ساعته ) كى تموت قبله و لا ترى انشغال الابناء عنها وجحودهم الفج حيث انهم لا يذهبوا اليها الا

فى المناسبات... طالما حلمت بالمكوث وسط احفادها لكن وأسفاه قام ابناؤها بحرمانها من هذا الترف وهى ابدا لم تكن ثقيلة على

زوجاتهم بل كانت تعاملهم كبناتها ...

اغرورقت عيناها بالدموع عندما تذكرت حفيدها الاول من ابنها الاكبر وشعرت بحنين جااارف اليه واشتاقت الى ضمه لصدرها ...

نظرت بعين لا ترى الا مالا نهاية وهى تقول بعد ان تنهدت ...( وحشنى اوى )

سقطت الدموع على كف يدها الذى ملأته التجاعيد وحفرت العروق البارزة الطرقات والأخاديد على ظهر اليد الاخرى فنظرت العجوز الى

يدها وكأنها ترى الماضى وتتذكر كم رفعت بهاتان اليدان اطفالها الست وضمتهم بهما الى صدرها ... لكن من يتذكر منهم ... من ؟؟

تذكرت سماجة ابنتها الصغيرة التى تنام طوال النهار وتصحو طوال الليل تصرخ باصرار واستماتة

استرجعت براءة ابنها الاوسط الذى كان لا يقوى على النوم بدون ان تمسك يده اليمنى التى كانت ضعيفة فى هذا الحين لكنها قوت

واشتدت بمرور الزمن لدرجة جعلت هذه اليد - يد ابنها - تمسك بالقلم وتوقع على شراء هذا السجن الابدى المنفى فى راس البر

والذى يسموه بالعشة كى ( تستريح فيها الحاجة وتشم الهوا )

عبثا يحاولون التملص من تأنيب ضمائرهم

تتداعى الذكريات الى عقلها المنهك العجوز فترى ابنتها الصغيرة وهى تلد حفيدتها الاجمل وتتذكر كيف سهرت بهذه الحفيدة ايام وليالى

لان صحة ابنتها لم تكن على مايرام بعد الوضع ... هذه البنت كانت هى صاحبة فكرة عزلها فى هذه العشة .....

ويستمر تداعى الذكريات فترى ابنها الذى تخرج من كلية الطب واصبح - دكتور قد الدنيا - وتذكر انها باعت - الصيغة - كى يشترى

كتبه ويعيش مستورا بين اصحابه

تذكر ايضا ان هذا الولد بعد ان تزوج وكانت تقيم عنده ... قام بطردها لان زوجته سأمت شخيرها ليلا - بالرغم من ان زوجته تنام فى

طابق اعلى من الطابق التى تنام هى فيه

اثنان من الاطباء واخرى معلمة والباقى خريج تجارة وحقوق - كلهم خريجو مؤهلات عالية - لكن هذا لم يشفع لها وابدا لم يتعلموا

شيئا بين جنبات المدارس والجامعات حيث انهم فى النهاية رموها رميا فى عشة برأس البر كى ( تستريح فيها الحاجة وتشم الهوا )



مخطئون لو تصوروا للحظة انها راضية عنهم

كم اشتاقت لرؤية الاحفاد .....

تجلس مستغرقة فى خضم الذكريات فتغير من وضعها وتنظر الى الشاب السمج الذى تمقته والذى يسكن بجوارها ( اللى هو أنا ) دائما

ما يرفع من صوت الجهاز الاسود العملاق هذا ( ال SUB ) ولكن عزاؤها الوحيد ان هذا الشاب يسمع اغانى جميلة فعلا تعيدها

بخطى سريعة الى الزمن الجميل والايام الخوالى ..

مديرة المنزل التى ترافقها تعرض عليها ان تذهب لتوبخه كى يخفض صوت هذا الكاسيت فتمنعها وتستغرق مع صوت ميادة وهى تقول

- زمان كان لينا بيت - تذكر ان اول مرة سمعت فيها هذه الاغنية كان وهى تجلس مع زوجها والاربعة اولاد والبنتان على العشب

الاخضر فى الحديقة المجاورة لمنزلهم والتى كانوا يجلسوا بها عصر كل جمعة

كانوا فقراء جدا لكنهم كانوا جدا سعداء

اولادها الان صاروا اغنياء لكنه الغنى الذى أتى على رأسها لانهم لو كانوا فقراء ما استطاعوا تحمل نفقات شراء عشة وكانوا رضخوا

للامر الواقع ومكثت عند اى منهم تستمتع بمجالسة الاحفاد وقص الحكايات والقصص على اذانهم الصغيرة ....

هى الان تجلس فى نفس الوضع ولا تغير من حركتها لمدة ست ساعات

تجلس ساعات وساعات تنظرمن ( البرندة ) الى الناس القادمة والاتية وهى لا تراهم ... هى لاترى سوى جحود الابناء ولا تتأمل الا فى سخريات الحياة ...
تتمنى لو مااتت قبل ان تعش هذه الظروف التعسة ... كانت تفضل الجلوس فى منزلها الذى شهد قصة الكفاح الخالدة لكنها تذكرت

مقولة ابنها الجشع بعد ان مات ابيه ( الحتة دى بقت نضيفة اوى والشوارع طلعت عليها والمتر هنا بفلوس.. احنا لازم نبيع البيت )

هى تحفظ هذا الولد كظهر يدها وتدرك جيدا انه جشع طماع منذ ان ولد ...

كان يخطف من اخوته البنات الطعام عندما كانوا صغارا ...

تستغرق فى تأملاتها وقد انهكها التفكير واشعلت الذكريات الجروح المفتوحة فى قلبها الواهن ....

مريضة هى واهنة ضعيفة عاجزة أكل عليها مرض السكرى ( السكر ) وشرب ...

.....................

مديرة المنزل تعد شيئا غير مهما للحاجة كى تفاجئها به فى ( البرندة ) وتخفف عليها وتخرجها من حالة الكأبة التى زادت فى الاونة

الاخيرة ...

وبينما هى- مديرة المنزل - مستغرقة فى عمل الشىء الغير مهم تسمع صوت ارتطام شىء ما بالارض فتهرع الى ( البرندة ) لتجد

الحاجة وقد سقطت من على الكرسى فجأة وارتطمت بالارضية الباردة وقد فر الدم من رأسها يمنة ويسارا كى يجرى فى التجاويف

الضيقة بين مربعات السيراميك الذى يغطى كل ركن من اركان العشة التى اشتروها لها كى ( ترتاح فيها الحاجة وتشم الهوا ) ...

نظرت مديرة المنزل الى الجثة غير مصدقة للمشهد المترائى لها ويبدو ان وظائف الصراخ فى حلقها قد توقفت عن العمل ...

ومن بعيد يأتى من العشة المقابلة التى يقطن بها الشاب السمج صوت محمد العزبى القوى يردد باصرار ...



ظلموا البنية

ظلموا البنية

الى روح الفقيد


امام قبره المهيب

اقف لابكى من جديد

دموع حارة على الوجنتين

اتذكر ماحدث فى اخر لقاءين

كأنه معى منذ يومين

يزورنى يوم العيد
-----------------
الى روح الفقيد

اهدى كل نظراتى

كل همساتى كل بسماتى

كل ايامى الجميلة كانت معه

رحل ورحلت اجمل اوقاتى

ولا أتذكر فرح بعده ولو عظيم
------------------
الى روح الفقيد

منذ رحيلك

ذهب الربيع وسقطت كل الاشجار

تاه الخريف ومعه احلى الاشعار

انتهى سمر الصيف وولى السهر الادبار

اضحينا ننام مبكرا كالاطفال

حتى الشتاء

لم اعد اجرى مثلما كنت معك تحت الامطار

هل تذكر وانا صغير ؟
----------------------

الى روح الفقيد

اكتب اليك كل كلماتى الجميلة

كل اشعارى ولو كانت حزينة

ابعث باقة ورد معطرة رقيقة

وعليها عبارة ...الى اغلى رفيق

-----------------

الى روح الفقيد

اوقات فرحى صارت بعدك مستحيلة

صارت الدموع طرقاتى

واسم مدينتى الجروح الكبيرة

لم احسها بالامس ونحن نتقاسم الطريق

------------------

الى روح الفقيد

يامن كنت اخا وابا وصديق

لا تزل عيونك تنير لى الطريق

بعدك لم يظهر فجرا

خلفك لم تسطع شمسا

توقفت عقارب الساعة

وابت ان تفيق

......................


اهداء الى من رحل عن عالمى فجأة وبدون اى مقدمات

بادى كارينا


على سور البرندة

شوية شاى

وفرحى جاى

بس مش النهاردة

وعزومة ع الفطار

وصعب الاختيار

بين السهر للفجر

والصحيان بالنهار

وعلى الله الاجر

وكله ثواب

الله خد

الله جاب

متبكيش على حد

كله هباب

وقلبى حب

على حسب وداد

فين راحت

احلى الاوقات

ولما حبيت عفاف

أالفتلها كتاب

كتبت ع الغلاف

حبة عاهات

وعشان ربنا يحبك

متبصش للبنات

من ورا الشبابيك

البت دى بتحبك

وبتموت فيك

وقدامنا شجرة فل

بتبص ع الجيران

وقلبى بيطل

على حبة حنان




وعلى سور البرندة

كتيرة الحكايات

ومين عدى

طب مين فات

وفلان عايش

ياراجل هو مات

يابنى متبصش ع البنات

دى عود قصب

بس لابسة بكينى

بادى كارينا

وبنطلون سكينى

نفسى اتخطب

ياماما زوقينى





شبابيك

غنوة حلوة لمنير

سمعناها لما كنا

ولما كانوا

كتير

واهرب لفين

واروح لمين

بجرحى الكبير




وبناطيل جينز

بيضيقوها من تحت

وانت طالع لسمعة

اوعى الفحت

رصيف نمرة سبعة

والشارع سكوت

سامعين ألامنا

ولا مش ليها صوت

والسكوت

علامة الغضب

لما جت تتخطب

انا كنت هموت



بتوزع ابتسامات

وانت داخل الكلية

بتفتكر اللى فات

لما كنت الضحية

هو قلبك مات ؟

طب صوتى يا ولية





وقعدة جميلة

ع المشربية

ونفس الكلام

فى نفس القضية

وشوية شاى

وبعدين كابتشينو

متبقاش رغاى

كلامك عارفينو




بلدنا بتتقدم بينا

بس لوره

ايامنا بقت حزينة

هو ايه اللى جره

ولفوا بينا

لحد ما دخنا

وحطوا الملح

على جروحنا

طب فين الفرح

مش عارفين

طب حبة امل

فوت بعد يومين

والعمل ؟

اشرب قهوة

على روح المرحومة

وعلى سهوة

نط فى العزومة

يمكن تلاقى الامل هناك

امسك فيه

واشربوا باك

فى غرزة حشيش

ماركة نيجى الدنيا

ولا منجيش

ومتجيش بالأمل

ده سكران

مشيه من سكات

واديه بقشيش

وتعالى نشرب مغات

على سور البرندة

متنساش تطبطب على امك

خليها متبكيش

وخليها تزغرط بجد

دى بلدنا بتتقدم بينا

فى شرب الحشيش

أنــــــا مــــيـــن

انا

حقيقة كل الخيالات

وخيال كل الحقايق

انا

ماشى من غير حسابات

تايه فى المسافات

ناسى الافكار والاوقات

ماشى فى سكة متاهات

مش دارى باللى جاى

وضايع فى اللى فات

بس فى سؤال

مش لاقيله اجابات

هو انا فعلا حى

ولا ميت م الاموات

---------------------

انا ماشى من غير حسابات

طاير م الفرح

الحزن ملوش عندى مكان

والجرح لما طرح

شجرة احزان

بطلت احاول

مع الزمان

وعشان كده

ماشى من غير أبعاد

وقدرت انسى حنان

واحب وداد

----------------------

انا

بطلت افكر

او حتى اجرب

مهو لما فكرت

لقتنى بخرب

كام مرة بعدت

لما كنت بقرب

يا قلبى الحزين

يا حلمى المتغرب

ليه كل اما ادور ع الامل

يجرى منى ..

ويتهرب

----------------------

أنا

ماشى من غير اسرار

من غير قضبان

او اسوار

مليش ضمان

او امان

او حتى روشتة ...

ولما اتحرقت الجاكتة

كنت فرحان

بس منهار

لانى لابس

من غير هدوم

ولما نسيت الهموم

حسيت بانهيار

------------------

انا

عايش من غير حبيب

من غير صاحب او قريب

كم حبيبة خانتنى

وكم صاحب فى وقت الشدة

عمل نفسه غريب

والعجيب

انى دايما بضحك

ع المصايب

ع الحبيبة الخاينة

والصديق الخايب

انا قررت اعيش لوحدى

من غير اعداء

او حبايب

وهشطب اسمى من العيلة

وهنسى الاهل

والقرايب

انا عايش معاكو .. ايوة

بس ياريت تعتبرونى

غايب

------------------------

انا

لما جيت اغنى

غنيت على موالى

وحكيت حكايتى

لحالى

انا لما اسكت

بحكى

ولما اضحك

ببكى

قلت للدكتور

انا مالى ؟

قالى لازم تغير الموتور

وتشترى روح جديدة

لان اللى عندك

بقت ديكور

او .. حتة حديدة

--------------------

انا مهما كبرت صغير

ومهما صغرت كبير

اشرف واحد فى الدنيا

و معنديش اى ضمير

مش عارف امشى

بس قادر اطير

فاهم نفسى كويس

بس .. مليش تفسير

-------------------

أنا بيت مهجور

أنا شراع مكسور

حبيت اخطف حتة

من الفرح

انضربت فى الزحمة

ورجعت مقهور

بس عمرى ماكنت حزين

او فرحان

ولا نمت يوم زعلان

او منصور

----------------------

تعرف

انا زمان منسى

بس منسى فى الزمان

انا امان مفقود

بس فاقد للامان

حبيبتى لما اموت

امانة تزورينى

وتكتبى .. هنا موجود

بقايا انسان

-------------------

انا أهــــة عناء

فى كل القلوب المسكينة

انا اهداء

كل الاغانى الحزينة

انتهاء

لتاريخ الصلاحية

محامى فاشل

عمره ماكسب قضية

انا منسى فى حكاية

و حكاية منسية

ولما جيت أبتدى

كانت البداية منتهية

واما اجيت ابص ف عنيها

لقتها بتهرب من عنيا

-------------------

انا

مليش عنوان

او احباب

عايز تجينى

هتلاقينى فى كل جرح

ساكن فى اى عذاب

بابى مقفول ف وش الفرح

وقدام الحزن مفيش ابواب

صدقينى

برغم كل حاجة

قلبى مليان شجن

وحنين

ولما ضحكلى الزمن

كشرت فى وشى

السنين

عطشان فى نهر الم

غرقان فى بحر انين

عارفة

كل اللى بتمناه

انى الاقى حد يتحب

وامشى فى نور الله

وأدعى واقول يا معين

--------------------------

هو انا رايح

بس مش عارف .. فين

وجاى

بس ياترى .. منين


بصى

انا لسه بصدقك

وعشان كده بسألك

هو أنا





مين

فى الشارع المظلم الطويل .. من مذكرات خريج جامعى

يمشى بخطوات منكسرة فى نهر الطريق يود ان يذهب الى اى مكان اخر عدا بيته
فهو الشاب الجامعى الذى تخرج من كلية الاداب وكان يظن ان الدولة ستفى بوعودها وتعطيه اى وظيفة يكسب منها قوت يومه ولكن هيهات
هو ايضا كان يتوقع هذا وكان والده الموظف الحكومى يعمل بعد الظهر كسائق تاكسى كى يعيشوا حياة _ مستورة _ ولم يكن بقلبه اى هم او كرب سوى مصالحة حبيبته داليا عندما تغضب
قصة حب ملتهبة ولدت ونمت وكبرت بين اسوار الجامعة
كان شابا وسيما وكذلك هى .. كانت فتاة جميلة والجميع كانوا ينظرون لهم بنظرات اعجاب ممزوجة بحقد
وكانوا يتوقعوا لهم مستقبلا مشرق
وامه ايضا كانت تساعد فى مصروف البيت حيث انها كانت تحيك بعض الملابس على الة الحياكة _ الخياطة _ الخاصة بها وهذا كى يعيش ابنها الوحيد حياة كريمة
ولكن ... واه من هذه الكلمة التى تمزق سيقان امم وشعوب
فالرياح اتت بما لا تشتهى السفن ..
فور تخرجه من الجامعة واستعداده لخطبة رفيقة دربه داليا التى رفضت الكثير من الشباب حبا له وانتظارا لليوم المنتظر
توفى والده اثر حادث سير فبات هو وامه يعيشان فى ظل معاش الوظيفة الهزيل لا يغنى ولا يسمن ...
وقد باعا التاكسى لسداد ديون كانت على المتوفى ... الذى لم يخبرهم بهذه الديون لسبب لا يعرفوه ....
ربما هو الكبرياء او ربما هى عزة النفس ... الاهم ان التاكسى ذهب فى ادراج الرياح
اما الام المسكينة.... الان لم تعد تقوى على الحياكة فبعد موت زوجها حزنت حزنا شديدا وهى اساسا مريضة بمرض السكرى ( السكر ) والضغط والقلب وكان الدخل الذى يكسبه زوجها يصرف نصفه على شراء الدواء لها
مات الرجل .....وضعف بصرها من كثرة الدموع على الاوضاع التعسة التى تعيشها هى وولدها بعد موت زوجها
حتى ساءت حالتها لدرجة جعلت الوان الملابس التى تحيكها ( تخيطها )غريبة وغير متناسقة... الام بلا شك لم تعد تملك من نعمة البصر الا النذر اليسير
وكانت النساء رحيمات بها كل الرحمة فهن يأخذن ملابس لا يرتدونها ويدفعون لها النقود شفقة واحسان
اما الشاب الذى نتحدث عنه
جاء الان دوره
قد تخرج ويجب ان يفى بكلمته التى قطعها على نفسه ويخطب داليا.....
ولكن من اين له ان يأتى بتكاليف الخطوبة.... هو كان يعتمد على والده ....
والان ..... هو ليس مؤهل ابدا ان يخطب او حتى يحلم حتى بهذا
يجب ان يعمل اولا كى يسدد مصاريف علاج الدته
التى لولا عناية الله ثم ولاء واصالة الجيران
لمااتت ضحية لغيبوبة السكر التى تداهمها بين الفينة والاخرى... فهم الذين ينقذوها بابلاغ الاسعاف او بدفع ثمن الادوية
قد مضى يومه يبحث عن اى عمل ولكنه لا يجد
انه على هذا الحال منذ ثلاثة اسابيع ... اى منذ توفى والده
ودائما يعود بخفى حنين الى بيته منكسرا يبكى وحيدا فى غرفته يشق صوت بكاؤه سكون الليل
حتى داليا قد تركته وتمت خطبتها لاحد اقاربها الذى يملك الشقة والسيارة والذى عاد لتوه من رحلة عمل بالخليج
لا يهم ان هذا العريس يكبرها بخمسة عشر عاما دفعة واحدة الاهم انه يمتلك المال الذى يسيل امامه لعاب والد داليا
يمشى فى الطريق الطويل الذى يعود منه الى بيته كل يوم
يمشى تحت هطول المطر وصقيع شتاء يناير لا يدرى ماذا يفعل او ما الذى تخفيه الايام القادمة
يبكى حتى بللت الدموع لحيته المشعثة التى لم يحلقها منذ توفى والده
لايدرى لماذا استغرق كل هذا الوقت وهو يمشى فى هذا الشارع
هل تثاقلت خطواته ام انها شيخوخة مبكرة ام ماذا ؟
يعلو صوت بكائه حتى سمعه المارة الذين يسرعون الخطا طمعا فى الدفء
يغنى بصوت شرخه البكاء .مقطع من اغنية العندليب الخالدة _ موعود _
_ ياقلبى .....عمرك ماشفت معايا فرح .... كل مرة .... ترجع المشوار بجرح .....
وفجأة يقطع صوته المتهدج الذى يشوبه البكاء صوت الاذان الذى ينطلق من المسجد
الذى يقبع فى نهاية الشارع الطويل
والمنادى ينادى الله اكبر
يحس بدفء غريب وراحة عجيبة وهو يستمع الى الاذان
تصيبه حالة ذهول لانه يسير فى هذا الشارع كل يوم ولا يلمح هذا المسجد ابدا فى نهايته
يتذكر انه بعد عن ربه ... لا يصلى ولا يدعو الله ولا يشكو اليه ضعفه بل يشكو ضعفه للناس
....................................
يدخل ليتوضأ ويغسل وجهه الملىء بالدموع ويقف خلف الامام يصلى الفجر فى جماعة
يغمره سلام نفسى غريب وينسى همومه وكانه لم يكن يبكى منذ برهة
يخرج من المسجد وهو فى حالة من التصالح الروحى الذى لم يشعر به منذ امد بعيد
يتذكر انه لم يصلى منذ امد بعيد جدا
ربما كان بعده عن الصلاة هو سر المصائب التى تتوالى على رأسه
يمشى ويستنشق الهواء الطلق ولا يأبه لاى مشاكل او مصائب
انه يعتمد على الله ويسلم اليه امره
يبتسم وهو عائد الى بيته ويسأل نفسه
كيف يسهو عن الصلاة واسمه
عماد الدين
كيف ؟
ومنذ حدوث هذا الموقف
ومنذ هذا اليوم
وهو يواظب على الصلاة فى جماعة وقد تقرب من الله اكثر واكثر
وكانت هذه هى بداية النهاية لكل مشاكله