ايه رأيك فى المدونة ؟

الثلاثاء، 25 مايو 2010

تـــتــــر النهاية



(((----- تـــــتـــر النــهــايــة -----)))


يهبط ببطء على القصة الجميلة

تتر النهاية

يسدل الستار على عيوننا العاشقة

وعلى قلوبنا النافقة

انتهت فصول الرواية





تتر النهاية

يمحى من الوجود اسطورتنا الحالمة

ويغلق الباب على اصابعنا الناعمة

وبحزم يصيح ...انتهت الحكاية






البداية كانت كعادة البدايات

جميلة متفاءلة وتواعدنا بالساعات

وقفت الاشجار تنصت الى الكلمات

وكأنما تريد ان تنهى وقفتها الخالدة

لتجلس معنا وتشاركنا للنهاية






كانت حكاية سعيدة فى اول الايام

غنينا الاغانى الطوية معا

بانسجام

سهرنا ليالى الصيف لا نكل او نمل

او ننام

كم اشتاق ان اعود لاى لحظة

فى صبايا







والاحداث فى السيناريو من الحياة

وقد نهلنا من الحب الى منتهاه

حتى ظننا ان الحب كالمياه

لا ينقطع او ينتهى وفقدنا الانتباه

وما اقصاها معاناه

فقد راى الحب الكثير

حتى سقط من الطابق الاخير

وسط ذهول كل من كان بالبناية







وفى حادث مأساوى

تم اغتيال الأمل

و..اهتزت الارض تحت قدم المؤلف

ولم يحسن المخرج العمل

ولم يبذل جهدا او يكلف

وتسرع وطرد البطل

واعلن بصوته الشرير

ان عقد المأساة قد اكتمل

و كتب على تتر حياتنا المرير

كلمة .... النهاية




الاثنين، 10 مايو 2010

ذكريات حفل التخرج



االملامح تختفى من امامى

والدموع وحدها تنير الطريق

وزجاج السيارة الامامى

ينهمر عليه المطر

وقلبى يشعر بالخطر

فى ليل اشبه بالحريق








المستقبل اشيب الشعر

يتفقد الماضى الاليم

والحاضر يعانى القهر

فالحلم اسود كجحيم

والذى مازال يرقص

لم يسمع بعودة الذنيم








الفتاة مازالت تضحك

برغم كل ما فات

قتلوا حبيبها وتضحك !

ربما تجد عزاؤها

فى ترانيم الذكريات

وموسيقى حالمة خلفها

تحرك دموع ضميرها

وبرغم كل شىء تضحك !

عندما تقص على صغيرها

ماضى الحكايات







الاوقات صارت مستحيلة

بدون عيونها الجميلة

التى سافرت فيها زمنا

هربا من اى تهديد

والأكيد

انك لن تعمر طويلا

لانها ماتت وصارت ذكرى

تقصها عليهم كمدا

فى الليالى المطيرة





والشطيرة

التى تقاسمتها مع الأصدقاء

مازالت بقاياها فى جيبى

بل فى قميصى

هى وصورتهم الخطيرة

بالبدل الزرقاء

كانت صورة جماعية

التقطت بيدها الناعمة

فى لحظة فجائية

فى حفل التخرج

بالقبعات المستديرة

الصورة كانت نادرة

لانها التقطت فجأة

فحاتم يتأمل شهيرة

وهناك من يضرب عطية

وقرون على رأس اميرة

والقبعات المستديرة

رميناها لأعلى فى الهواء

وعلى الشفاه

بسمة بلهاء

ونفوس عامرة بالحيوية

مرتدية بدل زرقاء

وهنا

ارتكب وغد فعلة خرقاء

غمرنا بالمياه

لتضيع فرحتنا هباء

اثناء تأدية الاغنية



كان هذا منذ سنين كثيرة

قبل ان تأتى الحياه

على كل من فينا

بعواقب جنائزية

وقد ذهب كل منا فى اتجاه

ولم يتبق الا صورة جماعية

التقطتها يوما ما

بيدها الناعمة

التى تحمل الأن

طفلنا الصغير

ذكرتها الصورة الجماعية

بوجوهنا التى كانت يومها

شقية

فسالت على وجنتها الجميلة

دمعة عصية

لتنظر الى طفلنا الصغير

بعيون ملائكية


7-7-2009



بــاع طــفــلــه


بعد ان صار الفساد العملاق المديد

لم يسكت المصرى عن ظلمه

وجاهد فى سبيل حلمه

بأيادى شيطان مريد

قاموا باغلاق فمه

وكبلوه بالحديد




صار للفقر النموذج الفريد

فقرر مواكبة الفكر الجديد

باع طفله

بثمن زهيد

فتعلق بكمه

دفعه بتهديد

وكل همه

عشاء حميد

حتى دمه

مستعد ان يزيد

ولو طلبوا قلبه

سيبيعه بالوريد

ويروا فى هذا بطولة

ويعزفوا فى الاناشيد

مرحى يا ملك الرجولة

المصرى العتيد




احتلوا فكره

قابلهم بوجه متورد

يطلب دعما متجدد

هتكوا عرضه

ردد ان السلام ارضه

ولا داعى للتمرد





قاموا بضربه

فزعم انها مزحة

أهدروا دمه

قال .. خدعة

فكاد ان يلقى حتفه

ضحك وقال .. لعبة



وبعد ان مل الكذب على نفسه

ماتت الصرخة فى فمه

ولم تسقط دمعة

لانه قرر ان ينهى همه

بزيادة فى الجرعة





لم يمت

فكر فى الانتحار

خاف من لحظات الغرق

ذهب ليشترى سولار

غشوه .. فلم يحترق

اشعل بنفسه النار

قرر الهواء فجأة

ان يهب وينطلق

حتى الموت يعانده

والقهر عنه

لا يفترق





عزم فتح صفحة جديدة

رفعوا سعر الورق

ذهب ليغادر المدينة

فلم يجد الا سفينة

هدفها ان تغرق او تحترق

ذهب بخطا حزينة

يفتح التلفاز

وجد المخادع والوصولى والمنافق

رأى الفريق الذى فاز

يبكى افراده فى حزن خانق

عمل الفاسد وصفوه .. بالانجاز

وعلقوا للصالح المشانق

ويصرون ان الماس

هو سبب الحرائق

لا يملوا من الانحياز

ولا يبالوا بأى حانق




ويرددوا فى الاناشيد

حتما انا اعجاز

اانا المصرى الفريد

سبب كل المصائب




5-6-2009







الجحيم هو الاخرون .. قصة قصيرة فى صورة شعر




يمضى بمعطف قد غرق

تحت هطول المطر ينطلق

فى الشارع الطويل يغنى

ومع هذا لا يشعر بقلق




يعيش الحياة بلا اهتمام

انه لا ينظر للخلف

او حتى للأمام

على ضوضاء المطر يرقص

حتى كاد ان ينزلق






لم يعد يبكى كالماضى

وقد نسى الحزن الرمادى

ولا يتذكر حبيبته ابدا

ولا يردد... ليتنا لم نفترق







لايسال اى اسئلة

ولا يطلب اى اجوبة

تعب من كثرة المحاولة

حتى ان قلبه مرض






انه لا ينتظر احد

قد مات شوقه كمد

كم قال ان غدا افضل

حفظ الأن مقولة لا تمت

غدا أسوأ الى الابد






لانه مرهف الحس

كان بكل كيانه يحس

كم قالت له احبك

وبلا اى اهتمام او حس

رحلت وتركته يحترق






مل الحديث عن الذكريات

وصديق ذهب واخر عاد

وهذا كان يضحك هنا ومات

سئم الحديث عن هذه الترهات

أصابه الضجر من قول الأهات

لانه وجد ان حياته كلها

كتاب دماء بخط يده كتب






وهاهو المعطف قد غرق

مازال يجرى تحت المطر وينطلق

وبينما الناس من تحت المطر تبتعد

كان فى جنبات روحه يبحث ويقترب






ويغنى اغنية من الحانه

ألفها من نتاج احزانه

لا يسمع الا صوت وجدانه

فكم صوت سمعه ثم غرق





اكل عليه الظلم وشرب

خانه الصديق كثيرا وهرب

تركته الحبيبة وحيدا يبكى

حتى لعن الحظ والحلم الخرب







صار كل همه الفرار

العيش فى جزيرة وحيدا .... كان القرار

الانسان ...الأحزان ... الحب الذى كان

كتبهم على مدخل الجزيرة وأشار

لا احد من هؤلاء يقترب






كان فى جزيرته هائما بجنون

ذاق طعم السعادة ونسى اى شجون

وقبل ان يموت حفر على يده

( صدقنى يا عزيزى.. الجحيم هو الاخرون )





13 -2 -2009



السبت، 8 مايو 2010

بأى حال عدت يا عيد

يشعر بالعطش على نحو مفاجىء كعادة كبار السن او من رحل بهم العمر الى ارذله..

فيقوم ليذهب الى دورة المياة التى تقع على شماله

من موقعه بوسط غرفة المعيشة بشقته التى يقطنها


بمفرده ..

لكنه لم يستطع القيام حيث ان الشرائح المثبتة بقدمه منعته هذه المرة


احس بعبرة _ دمعة _ ساخنة تسيل على وجنته اليمنى

فهو الذى كان ملىء السمع والبصر

منذ عشر
سنوات فقط

اصبح الان كائنا ضعيفا مريضا وحيدا

بعدما ماتت زوجته الطيبة وتزوج ابنه وبنته وتركوه

وحيدا ولا يقوموا بزيارته الا فى المناسبات لحفظ ماء وجههم امامه

حيث انه لم يبخل عليهم بشىء وهم صغار

فهو الموظف الحكومى المخلص الذى اخلص وتفانى فى عمله


صباحا ومساء وكان يعمل باحدى محلات الملابس الجاهزة

كى يتعلم اولاده ويعيشوا حياة ميسورة


كان يعمل لخمسة عشر ساعة متواصلة

ولكنه عندما بلغ الستين من عمره ان الاوان للاستراحة من العمل


الوظيفى لكنه ابدا لم يسترح فالجلوس فى المنزل وحيدا بلا عمل

هو اكبر عذاب لشحص نشط مثله


حتى عمله بالمحل قد ذهب ادراج الرياح حيث تمر البلاد بحالة كساد

مما ادى بصاحب العمل الى توفير


العمال وكان بطلنا منهم

هو الان ينام ليلا ونهارا ولا يفعل فى يومه سوى طهو بعض المأكولات

وقراءة الجرائد


وينام ليحلم بكوابيس مفزعة يقوم على اثرها من نومه وجسده كله مبللا بالعرق

يتصل بأولاده فيرد حفيده ليخبره بأن امه نائمة

والطفل البرىء ينسى السماعة مرفوعة فيسمع الكهل


العجوز صوت ابنته وهى تقول _ شاطر ياحبيبى _

حتى ابنه الاكبر عندما ينظر فى عينه الشابة يحس وكأنه يقول له .متى ستموت كى ارثك ؟

يهبط ادراج بيته ليذهب الى احد اصدقائه فى العمل

والذى احيل للتقاعد بدوره ويطرق الباب بيديه الواهنتان


اللذان شق فيهما الزمن خطوطه وحفرت بهما الدنيا تجاعيدها

ينتظر اجابة فلا يجد سوى الباب المجاور لشقة صديقه

ينفتح واحدهما يقول ان المتوفى قد مات


لانه وقع على الارض بينما يهم بالجلوس على الكرسى

ولم يحتمل جسد المتوفى المريض اهوال السقطة المفاجأة...

تصعقه الصدمة وكأن احدهم قد سكب عليه دشا من الماء البارد فى صقيع يناير

ينزل ادراج بيت صديق عمره ورفيق حياته والدموع لا تريد ان تخرج من مقلتى عينيه

حتى الدموع تعانده

ربما فقدت عينيه القدرة الفسيولوجية على انتاج الدموع...

فينظر الى السماء فى بؤس ويتمتم

انها الشيخوخة تفعل ماتريد

يقترب عيد الاضحى ...

انه الموعد الذى ينتظره منذ شهرين حيث ان اولاده يزورونه اول يوم فى العيدين الفطر و الاضحى

فلذات كبده يزورانه يومان فقط فى السنة .........

فينزل ليصلى صلاة العيد وهو مبتسم ومتفائل برغم ان السماء ملبدة بالغيوم

ويعود لبيته ويمنى نفسه بزيارة ابنته الصغيرة وزوجها وابنه الكبير وزوجته وجميع الاحفاد

يعد الدقائق والثوانى وينتظر بين الفينة والاخرى ان يدق احدهم الباب

ويتوقع من سيأتى اولا ويخمن انهاا ابنته لانها عودته على ذلك

ينظر الى عقارب الساعة والسكون المطبق يلتهم روحه

دقات العقارب
يزيد صوتها ارتفاع وبالرغم من سمعه الضعيف

الا انه يسمعها بوضوح لتخترق الدقات طبلة اذنه وكأنها تخبره بأن ميعاد قدومهما قد فات

دقات العقارب

تضغط وبقوة على اعصابه

التى لا تحتمل مثل هذه المواقف شديدة الصعوبة فيقول لنفسه بأنهم اوشكوا على المجىء....

يتناول الهاتف ليطلب ابنته ويرد حفيده الصغير بأن امه قد ذهبت فى _ مشوار مهم _

وكعادة الطفل الصغير ينسى ان يضع السماعة ويغلق الخط ...

وللمرة الثانية يسمع صوت ابنته تقول لحفيده

_ هديك عيدية كبيرة المرادى _

وفى هذه المرة انفجر الدمع من مقلتى الرجل العجوز أنهارا ..

حتى بللت ذقنه التى حلقها لاستقبال اولاده

وتجاوزت الدموع ذقنه لتبلل ملابسه

ويحس حينها بأن قدميه قد تخوناه من فرط الصدمة فيتهاوى على

الكرسى الصغير لكنه يتجاوزه ليسقط على الارض

ولم يحتمل جسده المريض اثار السقطة المفاجئة
يحاول ان يستجمع قواه التى خارت

لينطق اى لفظة استغاثة فلا تخرج الكلمة من فمه

وفى هذه اللحظة مر امام عينيه شريط حياته وهو يرى امهما تلد اطفاله

وهو يذهب بابنه الى المدرسة

وهو يعمل حتى الصباح فى دورية كى يسدد لاولاده

مصروفات العام الدراسى الجديد

وهو يقبل جبهة ابنته ليلة زفافها

وهو يعطى لابنه النقود كى يدفع مصروفات المستشفى لحظة ميلاد حفيده

يرى كل هذا فى مشاهد متلاحقة تمر عليه

كأنها _ برومو فيلم اقترب ميعاد عرضه _

... يعرض المنتج اهم لقطاته على المشاهدين فى دعاية للفيلم كى يدخلوه

واخر المشاهد التى يراها قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة

مشهد زوجته الحنون وهى تموت لتتركه فى وحدة

وعزلة لم يجد لهما حلا ابدا

لم يجد بعد رحيلها سوء جحود الابناء والفراغ القاتل والمرض وتشابه الايام

يلفظ هنا انفاسه الاخيرة....

وهنا
يدخل ابنه الكبير ويتفحص جثة ابيه باشمئزاز

ويتأكد من وفاته ليقول لزوجته بلهجة المنتصر

_ اخيراااا مات _

cut





12-12-2008