ايه رأيك فى المدونة ؟

الأحد، 11 أبريل 2010

استمتع بحزنك وطهر روحك



هذه اشياء جميلة تفعلها و تشعر بها عندما تستغرق فى حالة حزن عميقة


حيث انك لا تفعل هذه الاشياء او حتى تفكر بها بينما تعيش فى حالتك الطبيعية ومزاجك المعتاد


ومن هذه الاشياء


الشرود بنظرك بعيدا عن الناس والدنيا والاستغراق فى عالمك الخاص الذى تعيش فيه وحدك دون مضايقة من احد او مزاحمة من اى


كائن كان حياة تعيشها وحيدا هناك على خلفية موسيقى هادئة لعمر خيرت او موتزارت


تقوم بغسل روحك وتنقية قلبك من الشوائب والشرور

مشيك بمفردك وحيدا بموازاة النيل وانت تنظر الى الضوء اللامع المترائى لك اثناء تداخل الامواج واحتضانها لبعضها ..

الحنين الى اشياء مجهولة ... وانتظار اشياء اخرى لا تأتى ابدا ... وتذكر اصوات من الماضى مات اصحابها وفارقوا الحياة منذ زمن

لكن نبرات اصواتهم لا تفارق طبلة اذنك ابدا

اعتزال الضحكات العالية الصاخبة والاكتفاء ببسمة حزينة حانية مليئة بالشجن وتتميز هذه البسمة بعيونك الصامتة التى لا تضحك و

التى رأت اهوالا كثيرا


.. لو امعن احدهم النظر فيهم ربما يجد بقايا دموع او دموع توشك على الفرار ..

عدم سماعك لحديث الاخر والاسترسال بعيدا بعيدا فى خيالاتك الخاصة وعالمك الذى لايراه احد سواك ..

اعتزال الامور التافهة الشائعة بين الناس مثل الثرثرة فى التليفون وحلق الذقن و النميمة والاهتمام بالسيارات والاصرار على التعرف

بالفتيات والتعصب للاهلى والانفجار فى وجه من يسخر منك والتصنع والتمثيل ..

كلها امور تنبذها بعنف ولا تفعلها عندما تكون حزينا .. بشدة


الكرسى المداد الذى يقع مباشرة امام البحر و اللذى يشغله جسدك المتراخى بينما تنظر الى الامواج المتلاطمة امامك بعد الواحدة ليلا

فى بقعة مظلمة لم يغمرها الضوء ولم يمسها ضجيج الناس وتستمر جلستك هذه حتى شروق الشمس ..


سماعك لاغنية حزينة والتفاعل معها لدرجة ان تدمع عيناك فتذهب لتغسل وجهك كى لا يراك الناس فى مظهر الضعيف - شحط و بيعيط

- لا يعلمون ان البكاء هبة منحها الله للرجال ذوى الاحساس العالى والكيان المرهف


استخدام اذنيك اكثر بكثير من فمك والاستماع دون التحدث والزهد فى الثرثرة والاكتفاء بالايماءات والاشارات فى التعامل مع الناس

... البعد الكامل عن اى ضجيج وحب العزلة والاختلاء بالنفس


نظرتك الحانية المشفقة على رجل عجوز طاعن فى السن وتأمل مشيته المكسورة ووجهه المحفور بالتجاعيد


وتستغرق اكثر فى خيالاتك فترى اولاده الجاحدين ... عندما رباهم تركوه وحين علمهم هجروه ..

ربما تذهب لتأخذ بيده حتى يعبر الطريق بسهولة فيدعو لك دعوة جميلة صادقة منبثقة من اعمق اعماق قلبه ..دعوة خالصة لوجه الله


وليست لوجه المصالح او النفاق والمجاملة ..


تشعر بعد دعوته لك بأنك أنجزت شيئا عظيما فى الدنيا فتحس بشجن لذيذ يسرى فى عروقك ..


احساسك العالى جدا بأوجاع الناس وسماع احزانهم وشكوتهم وربما البكاء حين يبكون والسعادة حين يفرحون

فعندما تجد فيلم كوميدى شاهدته كثيرا وتحفظه عن ظهر قلب وبجوارك شخص عزيز تعيس مثلك ..

تحاول بشتى الطرق ان تجعله يلتفت الى اللقطة الكوميدية فى الفيلم ... فيضحك وتنظر الى عيناه المنفعلة بالمشهد وتحس بالرضا عن

نفسك لانك فرجت عن انسان وانتشلته من الحزن المسيطر عليه .. تتمنى لو يفعل احدهم هذا معك .. تتمنى .. لكن هذا لا يحدث ابدا


صلاة الفجر جماعة قى المسجد - وبقية الصلوات فى البيت - بدون سبب سوى سماعك للتواشيح الجميلة ما بين الاذان والاقامة

والمنبعثة من ابواق المساجد المحيطة بك بينما تمشى وحيدا هائما فى الشوارع الخالية

وفى الخلفية ليل اسود حالك السواد وكائنات مستغرقة فى النوم واخرى تهم بالاستيقاظ

ربما تسمع شخير عم فكرى وقد اخترق من قوته حوائط وحواجز بيته فى الدور الثالث ووصل الى مسامعك وانت تمشى فى الشارع ..

تبتستم رغما عنك .. تواصل السير فترى المحال النائمة والتى سوف تصرخ من الحركة و الضجيج بعد سويعات قليلة

تتأمل فى ملكوت الله لا يقطع صوت افكارك سوى اصوات الحيوانات الضالة وهى تتحدث لبعضها بلغة لا تفهمها ينظرون اليك فى دهشة

بينما تستمر فى طريقك نحو المسجد كى تغسل همومك بصلاة الفجر

وتسمو بروحك الى عنان السماء عند سماعك لصوت الامام الرخيم الناطق بأيات الله الكريمة

عند انتهاءك من الصلاة والعودة الى قواعدك سالما وفى اللحظة التى تضع فيها رأسك على الوسادة تدرك سر اصرارك على صلاة

الفجر جماعة فى المسجد


ضميرك المستيقظ دائما لدرجة ان ترى - فتفوتة عيش - على الاسفلت فتستأذن الذى يسير بجوارك كى يقف حتى تزيحها عن نهر

الطريق الى اقرب ركن فى الشارع كى لا يدهسها احد المارة ..


............................................................

كل هذا واكثر تحسه فقط وانت منغمس فى حالة الحزن العميقة التى تنتابك بين الفينة والاخرى والتى تعيش فيها وحدك داخل قوقعتك

الخاصة لاترى الا ماتحب ان تراه ولا تسمع الا ماتريد ... تتوغل داخل روحك .. تتعمق داخل قلبك .. تبحث عن اشياء تاهت منك فى

خضم الحياة.. وتتعرف على اشياء جميلة لم تتوقع يوما ان تجدها فى نفسك ... تقترب من ذاتك اكثر .. تقترب من قلوب الناس اكثر

... يزيد ادراكك لحقيقة الحياة .. يعلو ايقاع احساسك وتشعر بأنك مجرد احساس يمشى على قدمين ...


تكتسب شفافية وصدق لا مثيل لهما .. تحس بالسلام الداخلى .. يتم تطهير روحك من النقائص والعيوب ... ينتهى خوفك من المستقبل

.. تموت بداخلك جينات التوتر و القلق .. تتسق مع ذاتك .. تحس بأنك حقيقى بعيد كل البعد عن التصنع والزيف ..

..
...
....

اصدقائى

كما ان للحزن عيوبه واضراره فانى لا استطع ان اغفل مميزاته وجانبه المضىء الذى يتجلى امامى بوضوح عندما استغرق بشدة فى

الحزن ..


كل السطور السابقة توضح الاشياء الجميلة التى تفعلها وتحسها عندما تنغمس فى حالة حزن عميقة ولا تفعلها ابدا فى حالتك الطبيعية

ومزاجك المعتاد .. لكن عندما يشتد بك الحزن ويعتصر قلبك الألم

ويطول لأيام وليالى ...

. ترى كل الاشياء بعين اخرى واحساس مختلف

انا شخصيا احاول الاستمتاع بالحزن والاستفادة منه ومحاولة التعايش معه حتى صار من الطبيعى ان تجدونى فى اغلب الاوقات حزينا

بائسا .. لكن بالرغم من هذا راضيا منسجما متسقا مع هذا الحزن

انا ارى انه من الممكن لنا جميعا ان نستمتع بحالة الحزن ونستفد منها

الا تتفقون معى فى هذا ؟؟

7-8-009

هناك 6 تعليقات:

بنت دمياط يقول...

ازيك يا أديب..أنا آسفة اني علقت علي
الخاطرة الأولي بتاعت استمتع بحزنك في مكان التعليقات بتاع الخاطرة التانية..معلش أنا شكل جالي حول في عينيا..وعلي فكرة مذاكراتك الشخصية بردة رائعة جداوأنا قرأتها من أيام ماكتبتها عالمنتدي ودي كانت أول حاجة اقرأها ليك وغيرت فكرتي عنك تماما..طريقتك في سرد أحداث يومك رائعة أنا حاسةاني متخيلة المشاهد كأنو فيلم سينمائي قدامي..بنبهر بجد بدقتك في وصف الأحداث
وانتقالك مابين الحزن والفرح والسخرية والشجن والضجر واللوم..كلها احاسيس متناقضة..انتا نجحت في التنسيق بينها
........ربنا يوفقك يا أديب وتكون
شي عظيم وانسان ناجح جدا والله بدعيلك من قلبي

غير معرف يقول...

ربنا يوفقك يامحمد القصيدة دي ك8ان ممتازة جدآ وتعبيراتها صادقة جدآ ربنا يوفقك أنا متوقعلك خير بإذن الله بس علو فكرة أنا مكنتش أعرف أنل أديب قد الدنيا إلا من قريب جدآ

غير معرف يقول...

ربنا يوفقك يامحمد القصيدة دي ك8ان ممتازة جدآ وتعبيراتها صادقة جدآ ربنا يوفقك أنا متوقعلك خير بإذن الله بس علو فكرة أنا مكنتش أعرف أنل أديب قد الدنيا إلا من قريب جدآ

محمد سمير يقول...

بنت دميااااط ولا يهمك يا جميلة

والله تعليقاتك بتبقى اجمل تعليقات

يارب دايما متابعاتى ومهتمية بالتعليق

محمد سمير يقول...

غير معرف .. ياريت تكتب اسمك

شكرا على مرورك الكريم وتعليقك الرائع ويارب دايما اكون عند حسن ظنك

ياسمين العوضى يقول...

اكتر حاجة عجبتنى من كتاباتك يا محمد
يمكن انت كتبت حاجات اجمل من كده
بس انا حسيت اوى اللى انت كاتبه زى ما تكون بتكتب بقلمى وبتسرد احاسيسى وافكارى
طبعا مفيش غير جملة تسلم افكارك وربنا يديم عليك موهبتك