ايه رأيك فى المدونة ؟

الأحد، 11 أبريل 2010

من مذكراتى الشخصية 2

كعادتى التى لا تنتهى .. اغفل عن ميعاد استيقاظى

اهب فجأة واترك الوسادة لاذهب الى الحمام كى احصل على - شاور سريع جدا -

احساس مزمن بالعطش برغم لتر المياة الذى - أربعته - قبل الفجر بخمس دقائق


الأفكار تتصارع داخل عقلى

أقطع الشارع كى اصل الى موقف 51 والذى يرابض على بعد امتار من عشتنا .. كى استقل الميكروباص الذى يقلنى الى دمياط حيث

مقر عملى فى معرض الاثاث الذى نمتلكه

اتجنب النظر الى أذرع المسيحية العارية - اللهم انى صائم - أركب الميكروباص لأرقد بجوار النافذة وأنظر الى خارجها

نظرة خاوية

الأفكار تتصارع داخل عقلى

ولا استطيع التركيز على فكرة واحدة ابدا

كلما اركز على فكرة واحدة تقطعها الثانية فتدخل عليها الثالثة لتشوش الرابعة على الجميع وهكذا دواليك

من بعيد يدوى فى عقلى صوت خالد الهادىء _ متزعلش من ابو سعدة ده قلبه طيب والله ومش يقصد _

ثم تقطع هذه الفكرة فكرة اخرى ...اعلان احمد مكى - هادى هادى هادى - وقبل ان استرسل فى فكرة الاعلان الجميلة يقاطعنى صوت

وائل الممتع

بيحن للأرض المطر .. بيحن ... وانا مش قاااااااادر

كدت أن اخطأ وأردد الاغنية على لسانى فى نهار رمضان فأجفلت ورددت - انى صائم -

السيارة تطوى الطريق وتأكله بنهم شديد وتمر من الكمين الرئيسى

وأنظر الى اللافتة المعلقة .. - مركز شرطة الحربى - وقعت النقطة لتصير الحربى وليس الجربى - وبينما افكر فى

اهمالهم الجسيم

تتقاطع فكرة اخرى

- الى متى الخلافات بين والدى وعمى -

وقبل ان تستولى الفكرة على عقلى يأتى صوت تامر فى الكوبليه المحبب جدا الى قلبى

- وهقولك ايه أنا ولا ايه اكيد فاهم انا قصدى ايه يا حبيبى مش هقدر اعيش مع غيرك نفس اللى انا عشت فيه - من

المقاطع التى تثير

بداخلى الشجن بالرغم من بساطة اللحن والكلمات . لكن الذى يثير الشجن هو صوت تامر والذى احس بأنه قادم من بعيد

جدا ... جدا



وقبل ان اردد الاغنية على شفتاى ينقذنى صوت النقشبندى الساحر

ماشى ف نور الله بدعى وأقول يارب - والمنبثق من موبايل الشخص المجاور لى فى الميكروباص

كم تمنيت ان احفظ هذه الاغنية لكنى لم احفظها ولا اعرف السبب



يا أستاذ ... الأجرة

قالها الجالس فى الكرسى الخلفى مصحوبة بدفعة فى كتفى ..

من الواضح انه سأم مناداتى وعدم ردى عليه

فقرر استخدام يده ..


يا أستاذ ... فور سماعى لها اتذكر على الفور اعلان شيفروليه أفيو وهو يفيق من حلم اليقظة واحدهم يناديه ... يا

أستاذ

أسئلة تتصارع الى عقلى ولا اجد لها اجوبة

وأجوبة تتكاثر ايضا بدون اى اسئلة


حالة غريبة فعلا

أمر بهذه الحالة فى شتاء يناير حيث الجو الرمادى المحبب الى قلبى

نحن الان فى صهد اغسطس

فلماذا امر بهذه الحالة فى هذا الوقت ؟؟

نقترب من الكوبرى ... صوت - التكة - المميزة لفتح باب الميكروباص فالنزول اسفل الكوبرى فالصعود لاعلى كى اعبر

الى الضفة

الاخرى من النيل ...

أمشى بوهن شديد ... الصيام صعب فى هذه الاجواء لكن المأساة انه بعد الافطار يكون وهنى اشد لان جسدى يكون

متخما جدا

بالعصائر ...

أتفحص وجوه القادمين على الكوبرى

..
البعض يهرب بنظره الى الارض والبعض الاخر يشيح بوجهه بعيدا


هذا يعكس بلا جدال ضعف ثقة بالنفس او عذاب ضمير او خجل ..


شو بينفع لعيونك تدمع وتقولى ندمانة ...

صوت وائل من جديد

ثم هاجس اخر يراودنى

... - بتحبنى ومكسوفة تقول ولا مجرد احترام -

الافكار من جديد تتصارع وتقاتل وتحارب ولا منتصر ابدا وكأنها العراق فى حرب الثمانى سنوات مع ايران

وقبل الاسترسال فى تفاصيل الحرب ورعونة صدام ونفس الايرانيين الطويل فى الحروب

تموت الفكرة برأسى لتحل محلها

الأسرة .. أسرة جرين دريم

وماذا بعد ؟

وكيف اديرها ؟ وباى طريقة ؟

و .. و ......

صراخ أم مسعد فى وجهى انا وبقية الاطفال وعمرنا لم يتجاوز الثمانى سنوات لاننا نلعب بصوت عالى فى شوارع

بورسعيد العريضة

جميلة هى طفولتى ...

لماذا تهرب بعيناها عندما انظر اليها ؟

- لا تنادينى مش راح ارجع وانسيلى عنوانى .. وانسينى لو بدى ارجع ... من زمان رجعتلك .. بيحن


اغمض عينى فى محاولة للسيطرة على سيل الافكار المتدافع والمنجرف الى غياهب عقلى ..

كم انا غبى ... عندما افتح عينى ارى اشياء تشتت افكارى ولو قليل .. وعندما اغمضهم تصول الافكار وتجول داخل

راسى وتزداد

شراستها لعدم وجود اى مرئيات تشغل جزء من تفكيرى

اغمضت عينى ... محاولة بائسة تعسة لن اكررها ابدا

فتحتهما مرة اخرى

واسير بمواذاة النيل على الكوبرى العلوى

أتجنب النظر الى عباية احداهن - البادى -

اتذكر مقولة سمير صديقى على مقهى الجابرى

- المفروض ان العبايات دى تبقى واسعة .. هى ضيقة ليه كده دول بيفصلوها مخصوص عشان رمضان -

فيرد مؤمن ... بيفصلوها مخصوص عشان يبوظوا اعصابنا

وقبل الاسترسال فى ذكريات الجلسة الاكثر من رائعة يتداخل صوت قائد الحرس فى الكلية ومقولته الخالدة

- متحبش مصر اوى -

متزعلش من ابو سعدة - خالد بصوته الهادىء

اوعى تكون فاكرها محترمة دى بتتفرج على افلام قبيحة فى موبايل صحبتها فى المدرج فوق _ زميل فى الكلية

الدين بيقول ايييييييييييه - مقولة عادل امام التى قالها فى حسن ومرقص والتى استيقظت عليها وانا فى طريق العودة

من اخر رحلات

جرين دريم

كل يوم تنسى التليفزيون فى البرندة مش هتستريح الا لما يتسرق - مقولة امى الخالدة التى ترددها كل يوم قبل الافطار

بثلاث دقائق

نفسى تدخل هندسة بورسعيد وتبقى هنا جنبى واشوفك فى الكلية قبل ما موت - لم يمهل القدر جدتى كى ترانى حتى وانا

فى اداب دمياط

و ماتت وكانت- ولا تزال - اكثر انسان احببته فى حياتى

بيحن ... للعين ... النظر ... بيحن .... للأرض .... المطر - صوت وائل كفورى

أتحبنى وتنتظر مبادرتى ؟؟؟

- حتى لو تحبنى لن اصارحها بشىء لانى بالاساس لا احبها -

كل هذه الافكار تنجرف كسيل على رأسى فى اقل من دقيقة

حتى يوشك عقلى على الانفجار من شدة - الصداع -

ها هو المعرض ... وصلت

وفور وصولى الى المعرض افتح المصحف لأقرأ ايات الله بتدبر

وعندها يهدأ كل شىء داخل رأسى وينتهى تلاطم الافكار واستعيد سلامى الداخلى

واشعر بأمان وطمأنينة .....

ويبدأ يوم اخر ....


cut




26-8-2009



هناك 4 تعليقات:

بنت دمياط يقول...

أنا كنت متأكدة ان غيابك دة وراه حاجة جديدة انتا هتكتبها قريب..وميرسي انك مخلتنيش استني كتير..بس بجد انتا المرة دي حقيقي تفوقت علي نفسك ..الخاطرة دي أكثر من رائعة..انتا قدرت في مجموعة سطور بسيطة
تصور بجد الحالة الوجدانية الرائعةاللي كتير مننا بيمروا بيها..وصورتها بصورة دقيقة جدا كأنك مش بتتكلم عن نفسك لأة دانتا بتتكلم عن معظمنا..بس أكتر حاجة أثرت فيا بجد وخليتك تفوز بقطرات من دموعي جملة(اعتزال الضحكات العالية الصاخبة والاكتفاء ببسمة حزينة حانية مليئة بالشجن وتتميز هذه البسمة بعيونك الصامتة التي لاتصحك والتي رأت اهوالا كثيرة لو أمعن أحدهم النظر فيهم ربما يجد بقايا دموع أو دموع توشك علي الفرار)حقيقي جملة رهيبة بحييك جدا عليها ..وأنا متفقة معاك جدا في موضوع الاستمتاع بحالة الحزن..ولكن أحب أضيف ميزة وهية ان أجمل حاجة في حالة الحزن خصوصا لما تبقي وحيد..انها بتقوي الثقة بالنفس وبتخلي الانسان يفكر بشكل موضوعي بناء
ويحاول يجعل من نفسه انسان عظيم لأنو بيحس ان مالوش فالدنيا غير نفسه..
بس بردة أحب أقولك برغم الحزن والوحدة اللي انتا عايش فيهم دايما
فأحب أقولك ان انتا ربنا بيحبك جدا
بدليل ان أنزل محبتك في قلوب الكثير من عباده..فعلا انتا ليك شعبية كبيرة جدا
وناس كتير بتحترمك وتحبك..علي فكرة أنا مقصدشي مجموعة المدعين ذوي الأقنعة الزائفة..أنا بقصد ناس تانية مش يعرفوك شخصيا لكن بيحترموك جداوأول الناس دي أنا طبعا..بتهيألي دي حاجة أكيد تسعدك..لماتعرف ان الناس بتحبك
دون نفاق..

ياخبر والله أنا عارفة اني طولت عليك جدا..عموما انتا عارفني رغاية في تعليقاتي علي موضوعاتك..سلاااااااااااااااااااااام يا أديب

غير معرف يقول...

ربنا يوفقك يامحمد وفعلآ الموضوع ده غير كل الموضوعات وعلي فكرة أنا بقرأ موضوعاتك دايمآ ووالله كلها هايلة جدآ وإن شاء الله هتلون أديب مشهور ووقتها نفت6ر أنك كنت معانا في كلية واحدة

محمد سمير يقول...

بنت دمياط ... فرحتينى اوى بحكاية ان فى ناس بتحبنى وتحترمنى وانا معرفهاش انا غالبا بسمع ان الناس بتتكلم وحش عليا
والله رفعتى روحى المعنوية
ردك جميل وانا بحبه طويل كده

محمد سمير يقول...

غير معرف .. مش متفائل بحكاية الاديب المشهور
لان الناس مش بتقرا اساسا ومفيش ادباء مشهورين ثم انى لا اعتقد انى موهوب لدرجة ان الناس تعرفنى

انا عندى احساس وبحاول ودى صفة موجودة فى ملايين

شكرا على تشجيعك ليا
وانا مش عايز اكتر من ان الناس تفتكرنى بالخير دايما

شكرا تانى