ايه رأيك فى المدونة ؟

الجمعة، 19 فبراير 2010

من مذكراتى الشخصية




تصحو من النوم على جرس المنبه الخاص بجهازك المحمول مستمتعا بموسيقى( خليك فاكرنى) بدون غناء ..

يخبرك الجرس بأن الحادية عشرقد حانت ويحذرك بأنك قد تتأخر عن مواعيدك التى لا تنتهى فى الكلية ..

تهب من غفوتك مسرعا ( تتناسى ان بهذا ضرر فادح على القلب ) وتثب من فراشك برشاقة

تدلف الى دورة المياه وتنظر فى المرأة .. تلاحظ ان الشواطح تذهب بعيدا فى رأسك

وتحدث نفسك بأنك على وشك ملامسة العام الحادى والعشرين من عمرك ... عشرون عاما مضوا منذ خرجت تصرخ

من رحم امك وكأنك تتنبأ بمستقبلك المأساوى...وتصرخ كأنك تريد ان تتخلص من قبضة الدكتور التى تعتصر خصرك

وتقول له (دعنى ادخل الى رحم امى مجددا ... انا لا اقوى على العيش في هذه الحياة )

الغريب ان الوجوه حولك تضحك وتهنىء بعضها البعض وكلهم يضموك بعنف متجاهلين جسدك الهش الضئيل... قد

تناسوا هذا فى خضم الفرحة .. على ماذا يضحكون ولما هم فرحون ... لاتدرى .. ولن تدرى


عشرون ربيعا قد مضوا فجأة وبدون مقدمات ...

شهور قليلة وتبلغ سن الرشد

لقد كبرت .. مازلت تتذكر كلامك وحركاتك وانت طفلا فى الرابعة ...

ماذا حدث .. وكيف كبرت فجأة .. وبهذه السرعة

مر فى خيالك وميض سريع بأنه ربما بعد عدة ايام تبلغ الاربعين عندها يكون نصف شعر رأسك قد تلون بلون الماس

وأكل الصلع النصف الاخر وعندها ستذكر انك كنت يوماما شابا فتيا فى العشرين تتحسر على عشرين عاما مضوا من

طفولتك..

عشرون عاما فى ادراج الرياح

اول يوم لك فى الحضانة ...( أبلة خديجة .. واستاذ امجد ... وكلمته الشهيرة ( اللى فات مات ) تسمع صداها الى الان

فى اذنك ...

اليوم الذى شهد تتويجك برئاسة اوائل الطلبة فى الصف الخامس الابتدائى ليس ابدا ببعيد

ومازلت تتذكر ضياء نعمان وعلى الدسوقى ومحمد الحناوى وابو عيطة وعلى فرج ومراهقة الاعدادية القديمة

وذكريات الثانوية العسكرية بخفة دم ايمن درة وتلقائية محمود اليمنى مازلت تحفظ هذه الايام عن ظهر قلب وكانها منذ

ساعتين وليس منذ ست سنوات

كيف تمر الايام بهذ السرعة

مسترسلا فى تفكيرك بعدما غادرت المنزل متجها صوب الكلية واضعا الام بى ثرى فى اذنك ....

منتعشا تستمع الى منير الذى يسترسل فى رائعته ( الجيرة والعشرة ) الاغنية التى غناها فى ثمانينيات القرن الماضى

والتى يحكى فيها قصة مصرية اصيلة تحدث كل يوم فى شارع من شوارعنا و( حاودة من حواديتنا )...

يسرد قصة حب بين طفل وطفلة ... انتهت بمرور الايام .. بعدما تركوا المكان الذى شهد طفولتهم البريئة ...

ويحكى منير بصوته الشجى ان هذا الطفل قد شب الان وصار يافعا وعندما يتذكر رفيقة طفولته يقول ( زمانها كبرت

وبقت ام ) وهى ايضا كبرت وعندما تتذكر ايامه تقول ( زمانه ماشى بخطوة يضم )

صوت منير المفعم بالشجن واللهفة الى الماضى والحنين الى ذكريات الشوارع وبيوت الجيران يخبرك بأنه...

( زمانه ماشى بخطوة يضم .. زمانها كبرت وبقت ام )



بعينيان لا تريان الشارع ولا تحسان بايقاع الناس وبأذنين مستغرقتين فى سماع سيمفونية منير تسير محاذيا لكورنيش

النيل متجها صوب الكلية

وقد نسيت

او تناسيت ان تركب تاكس او ميكروباص

... ارتطام مياه النيل الناعمة بالصخور الحادة على جانبى الكورنيش يصنع صوتا فريدا يتداخل مع صوت منير

المنعش فيصنع مزيجا خلابا يضفى على روحك صفاء وشفافية تغسل همومك التى لا يشعر بها احد ولا يعرفها كائن على

وجه البسيطة ...

فأنت تعانى وتقاسى من ألامك وظروفك الخاصة التى لا تبوح بها لاقرب اصدقاءك من منطلق ان يدك وحدها هى التى

تمسحك دموعك وليست ايادى الاخرين وايضا انت لا تنسى ان كل انسان عنده مايكفيه من الهموم فلا تفكر فى اثقال

كاهل الاخرين بما لا يعنيهم ...

تنتهى اغنية منير ومازلت تسير على ضفاف النيل مستمتعا بجو يناير الرمادى (أى لا شمس _ لا مطر )

تبدا اغنية ( اواخر الشتا )....تذكرك بأحداث مؤلمة فتدير المؤشر الى التى تليها لتجد ( موعود )

ربما مات العندليب لكن(موعود ) ... ابدا لا تموت

يخبرك حليم بأن قلبك دائما موعود بالعذاب ولن يرى ابدا فرح حتى وان جاءتك من تقول انها تحبك واحببتها حقا سيبقى

قلبك دوما بالعذاب ( موعود )

تأتى كلمات الاغنية الشفافة وكأنها ملحا وقد سكبه احدهم على جروح قلبك المفتوحة... التى لا تلتئم مهما مرت الايام

والتئمت ...

تفر من عيناك دمعة قاسية سرعان ما تلاحقها باصبعك كى لا يراها احد من المارة ....

لا تدرى اين الخلاص من اوجاعك التى فرضتها ليك الظروف قسرا و التى لم تتسبب فيها بل هى التى دفعت اليك دفعا

كى تؤرق منامك وتنهك عقلك وتقضى على ماتبقى من قلبك ..

يقطع حبل افكارك صوت العندليب الهادر الذى يتوسل الى الدنيا ويرجو منها باستماتة واصرار أن ...

( امانة يا دنيا امانة تخدينا للفرحة امانة وتخلى الحزن بعيد عنا وتقولى للحب استنى )

انت تدرك جيدا ان رجاء العندليب غير ممكن لان الدنيا قد خانت الامانة ولم تأتى له شخصيا بأى فرحة وهو الذى سقط

ميتا فى احد مستشفيات لندن خارج قواعد وطنه اثر معاناة طويلة من مرض عضال لا شفاء منه ..

عشرون عاما قضيتهم فى الحياة يؤكدوا لك ظنك بأنه مستحيل ان تنقلب تعاستك الى فرح يوما من الايام ...

تنهى توسل العندليب لانك تعانى وانت تستمع الى هذه الاغنية ...

و تدير مؤشر الاغنية الى التى تليها .....

ليخبرك منير بسعادة

بأن ( امبارح كان عمرى عشرين )


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

8 - 6 - 2009




هناك 6 تعليقات:

بنت دمياط يقول...

أخويا الرقيق..تسمحلي أحسدك وأئر عليك عارف ليه لأن فيه كتير مننا لما بيكون حزين مش بيقدر يعبر عن حزنه وأنا واحدة من الناس دي حتي مش بعرف أفضفض مع حد وبكتفي بحوار ذاتي مع نفسي..لكن انتا ما شاء الله عليك ربنا رزقك موهبة الكتابة والتعبير عن أي شي جواك أوبيضايقك..ودا أكيد بيخليك أكثر راحة نفسيا وجسديا ربنا يديمها عليك نعمة وتكون عشرينات عمرك دي هي أول خطوة في طريق مستقبللك اللي ان شاء الله هيكون باهر وعظيم..(ومتخافش من الشعر الأبيض أو الصلع) ......................................... سلاااااااااام يا أديب وهفضل أقولك يا أديب  

samar naser يقول...

تفر من عيناك دمعة قاسية سرعان ما تلاحقها باصبعك كى لا يراها احد من المارة

انا حاسة كل كلمة كتبتها ماشاء الله عليك عرفت ترسم اللوحة صح وتلونها بعنينا

حقيقى مفيش كلام يتقال

غير معرف يقول...

7lwa awii bgd masha2 allh 3alik enta kibeer awii bei7sask dah

محمد سمير يقول...

بنت دمياط .. اختى الرقيقة
انا مش خايف من الشعر الابيض ولا الصلع
انا بخاف اكتر من تغير الناس
واكيد عندك مواهب كتير ومميزة فى حاجة ما
لو متعرفيهاش
دورى عنها جواكى
هتلاقيها
شكرا للمرور يا كبيرة

محمد سمير يقول...

سمر... يارب دايما متابعانى كده

شكرا ليكى ع الاضافة الجميلة دى

محمد سمير يقول...

غير معرف .. انتى اللى كبيرة بتعليقك ده
وياريت المرة الجاية نشوف اسمك منور التعليق
شكرا